تحذيرات من أدوية سعال مصنوعة بالهند بعد وفيات أطفال في غامبيا

07 أكتوبر 2022
أدت أدوية السعال إلى وفاة قرابة 66 طفلاً في غامبيا (ميلان بيركمانز/فرانس برس)
+ الخط -

أثار تناول أدوية السعال المُصنعة في الهند، والتي تسببت في وفاة عدد من الأطفال في غامبيا، المخاوف من حدوث وفيات أخرى في مناطق مختلفة في العالم، خاصة بعد أن أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً، ربطت فيه احتمال أن تكون لبعض أدوية السعال علاقة بإصابات ترتبط بالكلى، وقد أدت إلى وفاة قرابة 66 طفلاً في غامبيا.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن المنتجات صُنعت من قبل شركة "ميدن فارماسيوتيكالز" Maiden Pharmaceuticals، ومقرها الرئيسي دلهي، قد فشلت في تقديم ضمانات بشأن سلامتها.

في المقابل، نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن مسؤولين هنود، أمس الخميس، أنهم طلبوا من منظمة الصحة العالمية مشاركة الأدلة على الصلة بين الأدوية والوفيات، إذ طالبت الهيئة المنظمة المركزية لمراقبة معايير الأدوية (CDSCO) التابعة للمديرية العامة للخدمات الصحية من منظمة الصحة أن تشارك، في أقرب وقت ممكن، في التحقيقات، لبحث العلاقة السببية للوفاة مع المنتجات الطبية المعنية وما إلى ذلك.

كما بدأت الهيئة المنظمة المركزية لمراقبة معايير الأدوية (CDSCO) في أخذ عينات من الدفعة المصنعة بواسطة الشركة، وإرسالها للاختبار إلى مختبر الأدوية الإقليمي في انتظار نتائج التحقيقات.

أدوية محظورة

وفق منظمة الصحة العالمية، فإن الأدوية التي حُظرت في غامبيا محلول بروميثازين الفموي، وشراب السعال للأطفال منKofexmalin ، وشراب ماكوف للسعال للأطفال وشراب.Magrip N Cold Syrup 

وأضافت في تحذيرها أنه جرى تحديد المنتجات الأربعة في غامبيا، ولكنها لم تخف إمكانية أن تكون هذه الأدوية قد وُزّعت في أماكن أخرى بطريقة غير رسمية.

بدوره، أكد مصطفى بيتاي، مدير الخدمات الصحية في غامبيا، لشبكة "بي بي سي"، أن عدد الوفيات انخفض منذ الحظر، لكن سُجّلت حالتان أخريان في الأسبوعين الماضيين.

وقال: "إن غامبيا ليس لديها حاليا معمل قادر على اختبار ما إذا كانت الأدوية آمنة ومن ثم يجب إرسالها إلى الخارج لفحصها".

مواد سامة

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه بعد إجراء التحاليل المخبرية لعينات المنتجات، تبين أنها تحتوي على كميات غير مقبولة من مادة ثنائي إيثيلين جلايكول وإيثيلين جلايكول كمواد ملوثة، وهذه المواد كانت سامة ويمكن أن تشمل آثارها "آلام البطن والقيء والإسهال وعدم القدرة على التبول والصداع وتغير الحالة العقلية وإصابات الكلى الحادة التي قد تؤدي إلى الوفاة. فيما تلفت السلطات الطبية في غامبيا إلى أنه عُثر أيضاً على آثار بكتيريا الإشريكية القولونية وهي بكتيريا يمكن أن تسبب الإسهال والقيء.

 رفض هندي

في المقابل، أفادت صحيفة "أيكونوميك تايمز الهندية" بأن الشركة لديها ترخيص لتصدير هذه الأدوية إلى غامبيا، وبالتالي فإن هذه الأدوية ليست مخصصة للبيع في الداخل الهندي، أو في مكان آخر.

وقالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية الهندية إن الشركة لديها ترخيص لتصدير أربعة أدوية فقط، من أصل 23 يتم تصنيعها. وأضافت أن الشركة قامت بتصنيع وتصدير هذه المنتجات إلى غامبيا فقط.

الحديث عن التصدير الخارجي لهذه الأدوية والتأكيد على أنه لم يُوزّع داخلياً، يعدان أمراً مهماً بالنسبة للمجتمع الهندي، إذ تكررت سابقاً حوادث تلوث الأدوية، وبحسب تقرير لموقع "بيزنيس توداي" الهندي، فإن الشركة سبق أن اتهمت بفشلها في الحفاظ على معايير الجودة والسلامة.

من جهته، بدأ وزير الصحة بولاية هاريانا، أنيل فيج، في اتخاذ الإجراءات العقابية في حال تبين وجود خطأ بعد الاختبارات، بحسب ما نقلته شبكة "رويترز".

تتمتع الشركة بحضور دولي كبير، ويمكن أن تتسبب دعوة منظمة الصحة العالمية المنظمين لإزالة منتجاتها من السوق في حدوث اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد الخاصة بها إلى العديد من البلدان في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط وروسيا.

تأسست الشركة في عام 1990، وخلال ثلاثة عقود تمكنت من الوصول إلى خط إنتاج سليم ورسخت مكانتها في مجال البحث والتطوير.

من خلال مصنعيها في هاريانا، تستطيع شركة Maiden Pharmaceuticals تصنيع مجموعة كبيرة من المنتجات الطبية بكميات هائلة. وفقًا لموقع الشركة على الإنترنت، فإن الشركة لديها قدرة على إنتاج 100 مليون قرص و60 مليون كبسولة في الشهر، كما تنتج الشركة حوالي 6 ملايين حقنة سائلة، والكمية نفسها من حقن المسحوق الجاف. بالإضافة إلى ذلك، تقوم بتصنيع 10 ملايين من السوائل عن طريق الفم و5 ملايين مرهم إلى جانب 5 ملايين قطرة للعين شهرياً.

المساهمون