بلبل ملنك... لاجئ أفغاني يأمل بفتح الحدود

04 يناير 2022
من البدو الرحل (العربي الجديد)
+ الخط -

 

منذ نحو ثلاثة عقود تعيش أسرة بلبل ملنك (60 عاماً) في باكستان، بعدما كانت تتنقل بين باكستان وأفغانستان بحثاً عن المراعي، كعادة البدو الرحل. لكن إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان، كانت أسرة ملنك تعيش في بلدة تشار سدة في شمال غربي باكستان، على الرغم من أن موطنها الأصلي هو مديرية سيدكرم في ولاية بكتيا، جنوبي أفغانستان. لكن بحكم الحياة البدوية، كانت ترحل في الصيف إلى أفغانستان وفي الشتاء إلى باكستان.

يقول بلبل إنه كان للحرب تأثير كبير على الناس في باكستان وأفغانستان، وتحديداً الرحّل الذين كان يتوجب عليهم التنقل بين البلدين وعلى الحدود. لكن الحرب حدّت من تنقلاتهم، عدا عن الإجراءات التي فرضتها الحكومة الباكستانية على الحدود بين البلدين، فقد "دمرت حياتنا بشكل كامل لأن مراعي المواشي موزعة بين الدولتين".

يضيف بلبل أن أسرته كانت تتنقل بين البلدين صيفاً وشتاء، إذ تذهب إلى أفغانستان صيفاً وإلى باكستان شتاء. ويستغرق البدو الرحل أشهراً عدة على الطرق بحثاً عن المراعي. لكن أفراد أسرة بلبل خسروا حياتهم وباتوا يعيشون في منزل كما هو حال الآخرين. 

وكونه من البدو الرحل، لم يترك الرجل مهنة آبائه الأولين في رعي المواشي، وها هو يرعى الأغنام والمواشي ويشتريها من القرى والأرياف ثم يربيها لفترات قصيرة أو طويلة قبل بيعها في السوق، كما يوفر لأسرته ما تحتاج إليه. أما أبناؤه الثلاثة وهم: بهلول دانا، وملنك، ورحمة الله خان، فيعملون في سوق الخضار والفاكهة في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ويكسبون من خلال ذلك بعض النقود، كما يأخذون معهم بعض الفاكهة والخضار غير الصالحة للاستخدام إلى المنزل لجعلها علفاً للمواشي. 

ويقول أكبر أبنائه رحمة الله خان، لـ"العربي الجديد"، إن "حياتنا جيدة في باكستان. نعمل من الصباح حتى المساء لتأمين احتياجات أسرتنا. لكن المشكلة هي معاملتنا كالأجانب في باكستان، إذ لا نملك بطاقة هوية على الرغم من أن أجدادنا جاؤوا إلى باكستان قبل الغزو السوفييتي والحرب في أفغانستان، وكانوا يتنقلون بين باكستان وأفغانستان قبل الحرب".

ومن أجل البحث عن الرزق تنقلت أسرة بلبل بين المدن الباكستانية المختلفة، وعاشت نحو 20 عاماً في منطقة في شمال غرب البلاد قبل الانتقال إلى مدينة كوهات (تقع في خيبر بختونخوا)، لأعوام عدة. ثم انتقل بلبل مع أفراد أسرته إلى ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد، وحتى اليوم، يعيشون في بيت من طين لا يقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.

ويقول بلبل إن "أملي الوحيد في الحياة الآن هو العيش في بيت جيد بعدما حرم أولادي من التعليم، وعادة لا يهتم البدو الرحل بالتعليم، هذا جزء من عاداتنا منذ القدم، لأن عملنا يقتصر على تربية المواشي والتنقل بين المدن المختلفة بحثاً عن الرزق". 

وعلى الرغم من ملاحقات الشرطة بين الحين والآخر وعدم حصوله على الهوية، إلا أن بلبل سعيد في باكستان ولا يريد العودة إلى أفغانستان، لكنه يأمل بأن تفتح الحدود بين البلدين من أجل البحث عن المراعي، ولأن للتنقل بين البلاد متعة خاصة.