بلا ملابس أو أحذية شتوية... البرد يفتك بأطفال مخيمات إدلب

01 فبراير 2024
يفتقر أطفال المخيمات في إدلب إلى الملابس الشتوية وأبسط المقومات (العربي الجديد)
+ الخط -
يُعاني الأطفال السوريون النازحون في مخيمات نائية شمالي إدلب من قسوة البرد الذي يفتك بأجسادهم الصغيرة التي تفتقر إلى الملابس الشتوية والأحذية الدافئة، وسط الفقر وقلة الدعم والمساعدات الإنسانية.
وأجبرت ظروف الحرب آلاف العائلات في سورية على الفرار والنزوح من منازلهم ومغادرة مدنهم وقراهم والعيش في مخيمات عشوائية عرضة للبرد والأمطار والرياح وتقلبات الطقس، خاصة خلال فصل الشتاء، إذ بدا القلق والخوف يتسلل إلى خيام وقلوب النازحين في هذه المخيمات التي باتت تشكل خطراً على حياتهم وحياة أبنائهم، وسط البرد وعجزهم عن تأمين احتياجاتهم الأساسية.
ينطلق الطفل براء عبد الكريم، البالغ من العمر سبع سنوات، ليُحضر لوالدته بعض الحاجيات من دكان المخيم الذي يقيم فيه على أطراف مدينة سرمدا شمال إدلب، بملابس خفيفة وحذاء مهترئ لا يكاد يساعده على المشي وسط طرقات المخيم المليئة ببرك المياه والوحول.
وبينما يحاول الوصول للدكان، يقول براء إنه يشعر بالبرد ينخر عظامه، فهو لا يملك ألبسة شتوية أو حتى معطف فرو يدفئ جسده، وقدماه تكاد تتجمدان بعد أن غمرتا في مياه الوحول والمطر بحذاء صيفي مهترئ. 
والدة براء وتدعى حميدة عبد الكريم (34 عاماً) شكت لـ"العربي الجديد"، عجزها عن شراء الملابس الشتوية لأبنائها هذا الموسم بسبب الفقر الذي بات يحاصرهم من كل جانب بسبب الغلاء المستمر وقلة فرص العمل.
وأضافت "أكثر ما يؤلم المرء هو أن يرى أطفاله يشعرون بالبرد وبحاجة لكل شيء ولا يستطيع أن يفعل من أجلهم شيئاً، فررنا من الحرب فواجهنا حرباً أكثر ضراوة هنا في مخيمات النزوح".
وبينما تحاول أن تغسل معطف ابنتها الذي امتلأ بمياه الوحل ببعض ما تبقى لديها من مسحوق الغسيل والقليل من المياه، تقول خديجة المذبوح (35 عاماً) وهي أم لستة أبناء وتقيم في مخيم وطن ببلدة كفرجالس شمال مدينة إدلب، إنها تعمل بالمياومة في الأراضي الزراعية من أجل تأمين ثمن الطعام لأبنائها ولا طاقة لها لشراء الملابس أو الأحذية.
وتعاني خديجة مع أبنائها الكثير من المصاعب، أهمها قلة مياه الشرب والاستعمال والبرد القارس، وعدم وجود غسالة ولا كهرباء، ما يجبرها على الغسيل اليدوي وسط صقيع المياه وغياب الشمس المستمر جراء الأجواء الشتوية، ما يمنع جفاف الملابس أو الخيمة التي باتت تغطيها الرطوبة.
أما صبحي المرعي (40 عاماً) يقيم في مخيم وطن أيضاً، فقد قال إنه يفتقر لكل مقومات الحياة داخل المخيم، لا مفروشات ولا تدفئة ولا ملابس شتوية لأطفاله، وإن أرادوا غسيل ملابس أبنائهم لا يوجد بديل لها أو حتى ثمن لمسحوق الغسيل. وأشار إلى قلة فرص العمل ونقض الأجور التي لا تكاد تكفي ثمناً للخبز في حال توفر العمل، "حالتنا تحت الصفر وحتى المياه بتنا نشتريها".
من جانبه، قال مندوب مخيم وطن سمير المذبوح لـ"العربي الجديد"، إنّ المخيم كان وضعه جيدا في السابق، بينما لم تصلهم مساعدات منذ سنتين مضت، فلا ملابس شتوية ولا أحذية ولا تدفئة ولا أغذية، والوضع العام حالياً سيئ وسط طرق موحلة وخدمات شبه منعدمة، أما الوضع المعيشي للقاطنين فيه فهو "مأساوي" بلا دعم أو دخل أو حتى فرص عمل تقي الناس الفقر والعوز.
 

أكثر من 94% من النازحين في مخيمات إدلب بلا تدفئة

وكشف بيان لفريق "منسقو استجابة سورية"، اليوم الخميس، أن أكثر من 94% من العائلات والنازحين في مناطق ومخيمات شمال غربي سورية، عاجزون عن تأمين مواد التدفئة لفصل الشتاء.
وأضاف، أن أسعار هذه المواد ارتفعت خلال موسم الشتاء الحالي 120% مقارنة بالعام الماضي، بينما لا يتجاوز دخل 83% من العائلات 50 دولارا شهريا، مما يعني أن الحصول على مواد التدفئة أمر صعب المنال.
ولفت الفريق إلى أن 67% من العائلات تسعى إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية خاصة الغذاء، في محاولة يائسة للحصول على التدفئة خلال موسم الشتاء.
وأشار المصدر ذاته إلى أن 79% من العائلات النازحة، في مخيمات خصوصاً، لم تحصل على مساعدات التدفئة خلال موسم الشتاء الماضي، الذي شهد وفيات بسبب انخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى الحرائق والأضرار في المخيمات نتيجة استخدام مواد غير صالحة للتدفئة.
المساهمون