بعد رحيل القوات الروسية.. أوكرانيون يتحدون الألغام ويزورون قبور ذويهم

16 ابريل 2022
ناتاليا إيفدوكيموفا (46 سنة) من بين الذين تجاهلوا التحذيرات بوجود ألغام (رويترز)
+ الخط -

تحمل لافتة كتبت بخط اليد ووضعت على البوابة تحذيراً يقول "خطر.. المقبرة ملغومة"، لكن سكان بلدة تروستيانيتس التي كانت محتلة في شمال أوكرانيا ما زالوا يأتون لزيارة ذويهم الذين قتلوا في الحرب.

قالت أولينا ماتفينكو مديرة مقبرة المدينة الواقعة في منطقة سومي، اليوم السبت، إنّ المقبرة أصبحت آمنة جزئياً بعد أيام من قيام القوات الروسية بتلغيمها لدى انسحابها، في أوائل إبريل/نيسان.

وأضافت ماتفينكو وهي تقف وسط شواهد القبور التي تحطم بعضها واخترق الرصاص بعضها الآخر "جاءت فرق إزالة الألغام في وقت لاحق وأزالت الألغام منها جزئياً. لكنهم لم يتقدموا أكثر إلى الداخل".

وقالت إنّ بعض المناطق لا تزال خطرة على الناس.

ومع ذلك، تجمع مواطنون حول عدد من القبور وقد أمسك بعضهم بباقات الزهور.

كانت ناتاليا إيفدوكيموفا (46 سنة) من بين الذين تجاهلوا التحذيرات. جاءت هي وزوجها لزيارة قبر ابنهما دميترو، وهو جندي أوكراني قُتل على الجبهة في 29 مارس/آذار، ودُفن بعد إعادته إلى البلدة بعد فترة وجيزة من انسحاب القوات الروسية من المنطقة.

أوكرانيا/سومي/يزورون قبور أبنائهم رغم الألغام (رويترز)
جاءت ناتاليا إيفدوكيموفا وزوجها لزيارة قبر ابنهما دميترو (رويترز)

قالت إيفدوكيموفا إنّ ابنها، الذي كان يقاتل بالقرب من بلدة إيزيوم في منطقة خاركيف، عبّر عن قلقه بشأن ما قد يحدث لوالديه تحت الاحتلال الروسي.

تذكرت الأم كلمات ابنها وقالت باكية، قال لي: "أمي، ارحلي، سيكون الأمر خطيراً جداً في تروستيانيتس". وأضافت "لقد ذهب إلى الجحيم بنفسه، بالقرب من إيزيوم. ومات هناك".

وقف زوجها صامتاً عند القبر الذي تحفّه الزهور. وقبل مغادرتهما، مدت إيفدوكيموفا يديها نحو صورة لابنها موضوعة داخل إطار ومعلقة على قبره، كما لو كانت تحاول معانقته.

أوكرانيا/سومي/يزورون قبور أبنائهم رغم الألغام (رويترز)
... كما لو كانت تحاول معانقته (رويترز)

وتنفي روسيا أنّ جنودها قتلوا أو استهدفوا المدنيين أو ارتكبوا جرائم حرب في مناطق محتلة في أوكرانيا منذ الغزو في 24 فبراير/شباط. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من تقديرات الضحايا أو روايات الوفيات في تروستيانيتس.

وقالت مديرة المقبرة إنّ 20 آخرين دفنوا في المقبرة في الآونة الأخيرة، وكانوا قد لقوا حتفهم أثناء احتلال القرية.

وقال يوري بوفا رئيس بلدية المدينة لـ"رويترز" إنّ ما لا يقل عن 50 شخصاً لقوا حتفهم أو قتلوا أثناء سيطرة القوات الروسية على البلدة التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 20 ألفاً.

وأضاف "أطلقت (القوات الروسية) الرصاص على بعضهم أثناء سيرهم في الشارع، وعُثر على بعضهم وقد تم تكبيل أيديهم وعصب أعينهم. وجدنا أشخاصا في القرى مصابين بطلقات رصاص في الرأس".

(رويترز)