بريطانيا: مطالبات بممرات آمنة للاجئين بعد مقتل 12 مهاجراً في بحر المانش

04 سبتمبر 2024
قارب مطاطي يحمل مهاجرين ويعبر بحر المانش، 6 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **حادثة غرق مأساوية**: غرق قارب مهاجرين في بحر المانش أسفر عن وفاة 12 شخصاً، بينهم امرأة حامل وستة أطفال، وإنقاذ 51 آخرين. الحادثة أثارت ردود فعل واسعة في المملكة المتحدة.

- **ردود فعل السلطات**: وزير الداخلية الفرنسي انتقد بريطانيا لعدم تقديم الدعم الكافي، ودعا إلى معاهدة هجرة. وزيرة الداخلية البريطانية أكدت على ضرورة تفكيك عصابات المهربين.

- **تزايد القلق حول سياسات اللجوء**: الجمعيات الخيرية والنقابات انتقدت سياسات اللجوء الحالية، مشيرة إلى الحاجة لإصلاح النظام وتوفير طرق آمنة للمهاجرين.

أثارت حادثة غرق قارب مكتظ بالمهاجرين في بحر المانش في أثناء محاولتهم الوصول إلى بريطانيا من شمال فرنسا يوم الثلاثاء، ردود فعل عدة داخل المملكة المتحدة، منها مطالبات بتأمين ممرات عبور آمنة للمهاجرين، فيما تتهم السلطات الرسميّة العصابات بالمسؤوليّة عن خسارة الأرواح.

ولقي 12 مهاجراً على الأقل حتفهم في أثناء عبور بحر المانش بعد انقلاب قاربهم المكتظ، كان من بينهم امرأة حامل وستة أطفال. وقال المسؤولون إن القتلى "من أصل إريتري في المقام الأول"، فيما أنقذ رجال الإنقاذ من الجانب الفرنسي 51 شخصاً، من بينهم اثنان في حالة حرجة.

من جهتهم تحدث مسؤولون لوكالة "أسوشييتد برس"، عن غرق العشرات في الممر المائي ومقتل 13 شخصاً في الحادثة. وقال أوليفييه بارباران، رئيس بلدية لو بورتيل القريبة من ميناء الصيد في بولوني سور مير، حيث أُنشئ مركز للإسعافات الأولية لعلاج الضحايا: "للأسف، انفتح قاع القارب. إنها مأساة كبيرة". وأضاف أن 13 مهاجرا قتلوا، وهو عدد أكده مسؤول إنقاذ بحري تحدث شرط التكتم على هويته، لأنه غير مخول بمناقشة تفاصيل العملية.

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، متحدثاً من بلدة بولون سور مير الفرنسيّة، في تصريحات صحافية، أمس، إن المملكة المتحدة "تدفع جزءاً ضئيلاً" فقط مما تنفقه الحكومة الفرنسيّة على منع وفيات المهاجرين على المانش، مضيفاً أن "معاهدة الهجرة" بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يتم إنشاؤها...نحن بحاجة حقاً إلى العمل معاً لمنع حدوث هذه الأشياء". فيما وصفت وزيرة الداخلية البريطانيّة، إيفيت كوبر، الوفيات بأنها حادثة مروعة ومأساوية للغاية. وأكدت الحاجة إلى "تفكيك" عصابات المهربين الإجراميّة التي تحشر "المزيد والمزيد من الناس على قوارب مطاطيّة غير صالحة للإبحار بشكل متزايد، وترسلهم إلى بحر المانش حتى في الطقس السيئ للغاية".

مأساة في بحر المانش

ويعتقد أن هذه الحادثة ثاني أسوأ مأساة من حيث عدد الوفيات منذ بدء أزمة القوارب الصغيرة. وتقول الجمعيات الخيرية التي تعمل من كثب مع طالبي اللجوء إن سياسات كل من الحكومتين (المحافظين والعمّال) قد تؤدي عن غير قصد إلى زيادة عدد الوفيات بين الأشخاص الذين يسعون للأمان في المملكة المتحدة.

وقال رئيس مجلس اللاجئين إنفر سولومون، في بيان عمّمه اليوم، إن حزب العمال سيكون معرضاً لخطر حقيقي بالفشل في إصلاح نظام اللجوء المكسور في المملكة المتحدة ما لم يتحدَّ خطاب المحافظين ويتوقف عن التركيز على ترحيل طالبي اللجوء. وقال إن رئيس الحكومة كير ستارمر يجب أن يستخدم لغة "الرحمة والإنسانيّة" من أجل معالجة تشويه سمعة اللاجئين.

واعتبر سولومون خطط وزيرة الداخليّة لتوسيع الاحتجاز دون فتح طرق آمنة "مكلفة وغير ضرورية"، ويجب على الحكومة بدلاً من ذلك "تسريع معدلات المنح لمطالبات اللجوء لمعالجة تراكم الطلبات والتوترات المجتمعية حول فنادق اللجوء".

ويزداد القلق لدى الجمعيات والمؤسسات الخيريّة والنقابات والنواب ذوي الميول اليسارية، من أن الحكومة الحالية بقيادة حزب العمّال تتبنى اللغة والسياسات التي وضعها المحافظون حول اللجوء والهجرة.

في الشهر الماضي، تعرضت وزيرة الداخليّة إيفات كوبر لانتقادات بعد إعلان خطط لزيادة عمليات الترحيل إلى مستويات لم تحصل منذ عام 2018، بهدف طرد أكثر من 14500 طالب لجوء مرفوض في غضون الأشهر الستة المقبلة. وقالت وزارة الداخلية في حينه: "سيُحتجَز أولئك الذين يُضبَطون وهم يعملون بشكل غير قانوني والمؤهلون للترحيل، في انتظار إبعادهم السريع".

عبر هذا العام بحر المانش نحو المملكة المتحدة 21403 أشخاص، وهي زيادة طفيفة في الفترة نفسها من العام السابق، ولكنها أقل بكثير من عام 2022، عندما قام 45755 شخصاً، وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في عام 2018، بالرحلة. وكان حوالى 83 بالمائة من الذين وصلوا في الأشهر الاثني عشر حتى يونيو/حزيران من الذكور، وكان 40 بالمائة منهم تراوح أعمارهم بين 25 و 39 عاماً.

في يوليو/تموز، توفي أربعة أشخاص في أثناء محاولتهم عبور بحر المانش على متن قارب مطاطي انقلب. وتوفي خمسة آخرون، بينهم طفل، في محاولة أخرى في إبريل/نيسان. وانتُشِلَت خمس جثث من البحر، أو عُثِر عليها وقد جرفتها المياه إلى الشاطئ، بعد أن واجه القارب صعوبات في الظلام وبرد الشتاء في يناير/كانون الثاني.

المساهمون