مصير غامض لـ14 مهاجراً في منطقة جبلية حدودية بين تونس والجزائر

04 سبتمبر 2024
مهاجرون أفارقة تقطعت بهم السبل عند الحدود الليبية التونسية، 26 يوليو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **نداء استغاثة ومصير مجهول:** أطلقت مجموعة من 42 مهاجراً نداء استغاثة في منطقة جبلية بين تونس والجزائر، وتم إنقاذ 28 منهم بعد أربعة أيام، بينما لا يزال مصير 14 مهاجراً مجهولاً.
- **تحديات البحث والإنقاذ:** فرق البحث واجهت صعوبات كبيرة في تمشيط المنطقة الجبلية الوعرة، وما زالت الجهود مستمرة للعثور على المفقودين.
- **أزمة المهاجرين والدعم الدولي:** أزمة المهاجرين في تونس مستمرة، وإيطاليا قدمت مليون يورو لدعم تونس وليبيا، مع زيادة تمويل حرس السواحل.

لا يزال مصير 14 مهاجراً غامضاً منذ إطلاقهم نداء استغاثة لإنقاذهم في منطقة محافظة قفصة جنوب غربيّ تونس، إذ لم تتمكن فرق البحث من التوصل إلى أي معلومات جديدة بشأنهم بعد انقطاع الاتصال بهم.

ومنذ 27 أغسطس/آب الماضي، تلقّت منظمات مدنية نداء استغاثة من مجموعة تتكون من 42 مهاجراً كانوا تائهين في مناطق جبلية حدودية بين تونس والجزائر. وأدت أعمال البحث التي تواصلت لمدة أربعة أيام إلى تحديد مكان 28 مهاجراً منهم، بينما تواصل غياب أي معلومات عن مجموعة ثانية تتكون من 14 مهاجراً.

والسبت الماضي، أعلن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، النجاح في إنقاذ 28 مهاجراً سريّاً كانوا على وشك الهلاك في منطقة حدودية بين تونس والجزائر بمحافظة قفصة جنوب غربيّ البلاد. وقال المتحدث باسم المنتدى، رمضان بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد": إنّ "مصير مجموعة من المهاجرين التي أطلقت نداء استغاثة لا يزال مجهولاً، إذ تعذر العثور أو التواصل مع 14 مهاجراً". وأكد بن عمر أن "العدد الإجمالي للمهاجرين الذين أطلقوا نداء الاستغاثة كان في حدود 42 شخصاً، وفق معلومات جرى الحصول عليها من المجموعة الناجية". وأفاد بأنه "عُثِر على 28 مهاجراً فقط، وكانوا في وضع صحي صعب جداً بعد أن قضوا أياماً دون أكل أو شرب، محاصرين في منطقة سيدي بوبكر الجبلية".

وأفاد المتحدث بأن "المهاجرين أرسلوا نداءات الاستغاثة عبر أحد الهواتف الذي حدد مكان وجودهم، قبل أن ينقطع بهم الاتصال لأكثر من 72 ساعة". وأشار إلى أن "فرق البحث المدنية وقوات الحرس قامت بعملية تمشيط كاملة للمنطقة التي حُدِّدَت عبر نداء الاستغاثة، موضحاً أن عملية البحث كانت شاقة نظراً لصعوبة التضاريس في المنطقة".

أزمة المهاجرين في تونس متواصلة

ولا تزال أزمة المهاجرين في تونس قائمة رغم تراجع التدفقات نحو الضفة الشمالية للمتوسط وتكثيف السلطات دوريات حراسة الحدود بفضل المساعدات، سواء الدعم الفني أو المادي لإيطاليا.

واليوم الأربعاء، أكدت منظمة "أكشن إيد" الإيطالية في تقرير لها، أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية رصدت مبلغ مليون يورو من أجل مساعدة تونس وليبيا لإدارة أزمة المهاجرين الذين أُرجِعوا من البحر وطُرِدوا إلى الصحراء. وتتمثل هذه المساعدات بمستلزمات يومية مثل أكل وغطاء وماء، بالإضافة إلى أدوية وأكياس لحفظ الجثث البشرية.

ومنذ وصولها إلى السلطة في أكتوبر/تشرين الأول 2022، حرصت جورجيا ميلوني على سنّ مجموعة من القوانين التي تحدّ من عمل المنظمات الإنسانية وسفن إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، فضلاً عن إبرام اتفاقيات تعاون مع الدول المصدّرة للمهاجرين وزيادة تمويل حرس السواحل التونسي والليبي.

وبحسب الأرقام الرسمية، وصل إلى إيطاليا ما يقرب من 40 ألف مهاجر منذ بداية العام حتى 27 أغسطس/آب الماضي، مقارنة بحوالى 114 ألف مهاجر خلال الفترة نفسها من عام 2023. لكن هذه المقاربة الأمنية في التعامل مع ملف الهجرة كان لها ثمن غالٍ كلّف أرواح مئات الباحثين عن بلد آمن، حسب وصف المنظمات غير الحكومية الإيطالية، إذ ارتفع متوسط عدد الأشخاص المفقودين أو القتلى في البحر خلال العامين الماضيين من 162 شخصاً شهرياً خلال الفترة الممتدة ما بين عامي 2020-2022 إلى 218 شخصاً شهرياً في الفترة المراوحة ما بين 2022-2024.

المساهمون