أفاد المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية ماثيو هولينغورث، اليوم الجمعة، بأنّ سكان قطاع غزة يعيشون "كارثة إنسانية ملحمية" وسط الجوع وانتشار الأمراض.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذّر أخيراً من أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة مهدّدون بالمجاعة، لافتاً إلى أنّ التهديد يتفاقم أكثر فأكثر. ويأتي ذلك وسط الحرب التي تشنّها إسرائيل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأوضح هولينغورث، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، أنّ "قطاع غزة يعيش أزمات عدّة، في مقدّمتها عدم توفّر الرعاية الصحية والجوع". وفي معرض وصفه لما رآه في القطاع المستهدف والمحاصر، قال المسؤول الأممي إنّ "قطاع غزة اليوم مختلف تماماً عمّا كان عليه قبل أربعة أشهر، إذ إنّ نصف مبانيه مدمّر ومتضرّر، وسكانه بمعظمهم صاروا بلا مأوى".
In this region, it's hard to imagine a home, a table, a meal, without bread. For many in #Gaza, there is no house, no table, & too few meals. Partnering with the private sector, @WFP helps bakeries bake again! In Deir El Balah, this one produces 1000s of parcels of pita daily. pic.twitter.com/HuU3OvVAYO
— Matthew Hollingworth (@mfjhollingworth) February 9, 2024
وفي بيان أصدره برنامج الأغذية العالمي، أمس الخميس، أوضح أنّ "خطر المجاعة في غزة يزداد يوماً بعد الآخر، ولا سيّما لما يُقدَّر بـ300 ألف شخص في شمال القطاع انقطعت عنهم المساعدات بصورة كبيرة". أضاف البرنامج أنّ وصول المساعدات إلى مدينة غزة (شمال) لا يكفي لمنع حدوث المجاعة، مشدّداً على الحاجة الماسة إلى الوصول الإنساني "بطريقة أسرع وأكثر استدامة".
وأشار البرنامج التابع للأمم المتحدة إلى أنّ المرّة الأخيرة التي تمكّنت خلالها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من توزيع المواد الغذائية في شمال غزة كانت في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكانت 18 دولة والاتحاد الأوروبي قد علّقت تمويلها لوكالة أونروا، منذ 26 يناير الماضي، وذلك على خلفية مزاعم إسرائيلية بأنّ موظفين من الوكالة شاركوا في عملية السابع من أكتوبر الماضي. وبينما فصلت وكالة أونروا "الموظّفين المتّهمين"، وراحت الأمم المتحدة تحقّق في هذه المزاعم، لم تقدّم إسرائيل بعد أيّ أدلّة تدعم ادّعاءاتها تلك.
وذكر البرنامج الأممي، في بيانه نفسه، أنّ "المطبخ المركزي العالمي، بدعم من سلاح الجو الملكي الأردني وسلاح الجو الملكي الهولندي، نفّذ عمليات إنزال جوي باستخدام المظلات لإيصال مساعدات إنسانية إلى المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة".
الظروف الصحية تتدهور في غزة
وحول الوضع الصحي في قطاع غزة، لفت برنامج الأغذية العالمي إلى أنّ "وضع الرعاية الصحية في غزة ما زال محفوفاً بمخاطر بالغة وسط تواصل عمليات القصف والأعمال القتالية، ونقص الإمدادات والطواقم الطبية، والقيود المفروضة على الوصول، وتدهور الظروف الصحية على نحو سريع".
يُذكر أنّ وكالة أونروا أفادت، في السابع من فبراير/ شباط الجاري، بأنّ الأمراض تنتشر بصورة مقلقة، بسبب نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
وتبيّن النتائج الأخيرة لفحوصات سوء التغذية التي أعدّتها المنظمات الشريكة في مجموعة التغذية زيادة كبيرة في معدّل سوء التغذية الحاد العام، بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر و59 شهراً (ما يساوي أربعة أعوام و11 شهراً).
وقد وصل سوء التغذية الحاد العام في قطاع غزة إلى 16.2 في المائة، وهو معدّل يتخطّى العتبة الحرجة التي تحدّدها منظمة الصحة العالمية عند 15 في المائة.
(الأناضول، العربي الجديد)