باكستان: حوامل يفتقدن الرعاية الطبية في مخيمات متضرري الفيضانات

05 سبتمبر 2022
128 ألف امرأة حامل بحاجة للمساعدة في مناطق الفيضانات (Getty)
+ الخط -

"أحتاج طبيبة أو ممرضة توليد"، نداء أطلقته بفارغ الصبر فهميدة بيبي (40 عاماً)، التي بلغت مرحلة متقدمة من الحمل، على أمل وصول طبيبة أُشيع أنها ستزور المخيم الذي تسكن فيه ويضم أشخاصاً متضررين من الفيضانات في باكستان.

وصلت فهميدة  قبل أسبوع ونيّف برفقة أبنائها الخمسة وأقارب زوجها، ضمن 500 شخص، إلى المخيم الذي أقيم على أرض تابعة لمحطة قطارات صغيرة في ضاحية فاضل بور التابعة لولاية البنجاب، حيث يعد المكان الوحيد الذي لم تغمره بعد مياه الفيضانات.

وتتساءل المرأة الحامل في شهرها التاسع، والتي تعاني ألماً في قدميها: "ماذا سأفعل إذا حدث أي سوء لطفلي؟"، مشيرة إلى سرير تقليدي مصنوع من الحبال تتقاسمه مع أبنائها الخمسة الذين تراوح أعمارهم بين 4 و12 عاماً.

ولم يعاين فهميدة أي طبيب منذ شهر. ويشير تقرير طبي تحتفظ به بعناية إلى جانب وصفة طبية لدواء باهظ الثمن لها، إلى أنّ طفلها يتّخذ الوضعية المقعدية داخل رحمها.

ويضم المخيم المتواضع ما لا يقل عن خمس نساء حوامل أخريات، فيما يشتكين جميعهنّ من عدم وجود طبيبات أو ممرضات توليد لمساعدتهنّ. إذ ترفض معظم هؤلاء النساء أن يعاينهنّ أطباء متطوعون ذكور وصلوا إلى المخيّم ضمن فرق الإغاثة.

وتسببت الأمطار الموسمية القياسية في حدوث فيضانات مدمرة في باكستان، ما أسفر عن مصرع أكثر من 1300 شخص على الأقل، وألحقت أضراراً طاولت أكثر من 33 مليوناً آخرين.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان قد أعلن، السبت، أنّ ما لا يقل عن 128 ألف امرأة حامل في المناطق التي غمرتها الفيضانات بحاجة ماسة إلى المساعدة، ويُفترض أن تضع 42 ألف امرأة مواليدهنّ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وفي محاولة لتلقي المساعدة نتيجة شعورها باليأس، عبرت فهميدة الحقول المغمورة بالمياه ساعيةً للوصول إلى المدينة، لكنّها انزلقت ووقعت مرات عدّة قبل أن تستسلم في نهاية المطاف.

وينتابها خوف كبير عند التفكير في احتمال أن تضع مولودها داخل المخيم، إذ يعيش سكان القرى الذين تركوا بيوتهم بسبب الفيضانات باكتظاظ مع مواشيهم فضلاً عن أنّ مرافق الصرف الصحي شبه معدومة في المخيمات.

وداخل المخيّم، لا يتوقف طنين الذباب والبعوض، فيما يشمّ قاطنوه بصورة مستمرة رائحة كريهة تنبعث من المياه الموحلة المليئة بالفضلات والنباتات المتعفنة.

وتقول فهميدة: "ليست لدي أي أغراض جاهزة لولادة طفلي، ولا أملك حتى الثياب الخاصة بتقميطه، إذ جرفت مياه الفيضانات أغراضنا كلّها".

وعلى غرار فهميدة، تنتظر سايرا بيبي، وهي حامل في شهرها الخامس، بفارغ الصبر وصول الطبيبة إلى المخيم، إذ تعاني ألماً في أحد جانبي بطنها، وتخشى من عدم قدرتها على تحمّل فترة الحمل كلّها.

(فرانس برس)

المساهمون