يضم مستشفى السلام في طرابلس عددا كبيرا من جرحى مجزرة انفجار خزان البنزين في بلدة التليل- عكار، والذين تم توزيعهم على عدد من مستشفيات المدينة، بالإضافة إلى جرحى نقلوا إلى مستشفى الجعيتاوي في بيروت.
ويجلس اللبناني عبدو الحسن في مستشفى السلام شبه غائب عن الوعي بعد أن فقد شقيقه الأكبر، فيما شقيقه الثاني من بين المفقودين. يجيب عبدو بصعوبة عن سؤال: "ما الذي جرى؟"، قائلا إنهم فوجئوا بالحريق، ولم يشعروا به إلا بعد نشوبه، مضيفا: "حدث إشكال في الأرض، وبعدها بدأ الحريق، وبدأ الناس يتراكضون. عم يقتلونا ع السكت"، ثم أجهش بالبكاء.
وتروي أم محمد، وهي زوجة شقيق الجريح أحمد شريتح، أن شقيق زوجها مصاب بحروق كبيرة، ويحتاج إلى العلاج في مستشفى متخصص بالحروق، وإلا فإنه قد يفقد حياته، مشيرة إلى أنه أب لثلاثة أولاد. تقول: "لم يتلق علاجا حقيقيا حتى اللحظة، لأن واقع المشفى سيئ، ولا أدوات طبية فيها لعلاج الحروق بسبب نفاد المواد الطبية".
أما شقيق الجندي في الجيش اللبناني حسام الدين أحمد، فيروي لـ"العربي الجديد" أن شقيقه كان بالقرب من الخزان لحظة الانفجار، لكنه سارع إلى الاختباء بالقرب من صخرة، الأمر الذي أدى لنجاته من الموت، لكنه مصاب إصابة بالغة، وبحاجة إلى علاج طويل، وإلا فستبقى علامات الحروق على جسده مدى الحياة، حسب ما أبلغهم الأطباء.
وقال الطبيب في قسم الحروق بالمستشفى، محمد السبع، لـ"العربي الجديد"، إن "المستشفى بحاجة لكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية، ويجري التنسيق مع جهات حكومية وغير حكومية لتأمينها بشكل سريع، وإلا فإن المشفى لن يتمكن من معالجة الحالات الطارئة والخطرة".
وفي زاوية أخرى في المستشفى، يروي محمد مرعب، وهو ناشط اجتماعي، أنه "صباح أمس، اكتشف عدد من شباب عكار وجود خزان ضخم لتخزين البنزين في موقع في منطقة التليل، هو في ظاهره مكان لمواد البناء، لكن اتضح أنه في الحقيقة عبارة عن تمويه لإخفاء (بورة) تحت الأرض، يتم تخزين البنزين فيها بهدف احتكاره، أو تهريبه. الجيش صادر معظم الكمية التي ناهزت 60 ألف لتر، وترك 20 ألف لتر لتوزيعها على الأهالي من دون مقابل".
وأضاف مرعب أن الأهالي المقطوع عنهم البنزين توجهوا خلال الليل، وحتى ساعات الفجر الأولى، إلى الموقع للاستفادة من فرصة تعبئة البنزين المجاني، وبينما كان المواطنون يتجمعون في المكان، حدث الانفجار، وقتل وأصيب عشرات الأشخاص.