انطلاق "أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية" في معهد الدوحة

08 أكتوبر 2024
من فعاليات أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت فعاليات "أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية 2024" لتعزيز التفاعل بين القطاعات المختلفة في بيئات الأعمال، دعماً لتنمية المجتمعات.
- أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة على أن المسؤولية المجتمعية هي شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والمجتمع، مشددة على أهمية الشراكة لتحقيق مستقبل مستدام.
- يشمل الأسبوع فعاليات وورش عمل لتعزيز الوعي بالمسؤولية المجتمعية، مع تكريم مؤسسات وشخصيات رائدة، مما يعكس التزام قطر برؤية 2030.

انطلقت في معهد الدوحة للدراسات العليا، اليوم الثلاثاء، فعاليات "أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية 2024"، الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، بالتعاون مع مركز الامتياز للتدريب والاستشارات بالمعهد، والشبكة الإقليمية للاستشارات عضو الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، ويتواصل لغاية 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وتهدف فعاليات الأسبوع، الأول من نوعه، إلى تحفيز القطاعات الحكومية والخاصة ومنظمات القطاع غير الربحي للتفاعل الإيجابي مع الممارسات المسؤولة في بيئات الأعمال، دعماً لجهود تنمية المجتمعات ومؤسساتها.
وقالت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة القطرية، مريم بنت علي بن ناصر المسند، في كلمة افتتاحية، إن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد التزام، بل هي شراكة حقيقية بين القطاع الخاص والمجتمع، وهي ليست شعاراً، ولكنها واقع، ولا بد أن نرى نتائجه تتحقق على أرض الواقع. واعتبرت المسؤولية الاجتماعية واجباً وطنياً على كل فرد في المجتمع، سواء من المقيمين أو المواطنين، لافتة إلى أنه لا يجوز اختزالها بالقطاع الخاص فقط.

الصورة
انطلاق "أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية" في معهد الدوحة، 8 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

وأكدت المسند أهمية الشراكة بين القطاع الخاص ومؤسسات الدولة، قائلة: "هذه الشراكة تدفعنا إلى العمل من أجل مستقبل أكثر استدامة وأمناً وترابطاً. في قطر، نؤمن بأن نجاح القطاع الخاص لا يقاس فقط بما يحققه من أرباح، بل بما يقدمه من أثر إيجابي ومستدام على المجتمع".
بدوره، عبّر رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا، عبد الوهاب الأفندي، في كلمته، عن تقدير العطاء الذي تقدمه منظمات القطاع الخاص في المسؤولية المجتمعية، وكذلك اهتمام وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة في هذه "الرسالة" المهمة، متمنياً أن تكون فعاليات الأسبوع مزيداً من العطاء والتباحث في هذا المجال.

ويشمل الأسبوع مجموعة من الفعاليات وورش العمل والندوات التي تناقش دور المؤسسات والأفراد في دعم المبادرات الاجتماعية، في تعزيز الوعي الاجتماعي، ورفع مستوى الوعي بأهمية المسؤولية المجتمعية، ويشجع الأفراد والمؤسسات على اتخاذ خطوات فعالة نحو تحسين المجتمع.

وحول تطور مفهوم المسؤولية المجتمعية، يقول السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية، سيف الحجري، لـ"العربي الجديد"، إن الإنسان منذ بداية الحياة على سطح الأرض، بدأ يتطلع إلى المستقبل، فلم يجد سوى التعايش والتعاون مع الآخرين أساساً يضمن له الاستمرارية، وقد ترسخت المفاهيم الاجتماعية بشكل أكبر بعد ظهور الأديان حتى ختامها بالإسلام الذي أرسى قيماً نظمت العلاقات بين أفراد المجتمع كواجبات للإنسان تجاه الإنسان وبيئته الطبيعية والمشيدة. ومع انطلاق الثورة الصناعية وسيادة معايير الربحية مقياساً للنجاح، بدأت المطالبة بدور للمؤسسات في تنمية مجتمعاتها، ونبّه إلى أن البعض ما زال ينظر إلى المسؤولية المجتمعية ككلفة، بينما حصر عوائدها يعزز المفهوم الصائب في كونها استثماراً على المدى البعيد.

الصورة
انطلاق "أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية" في معهد الدوحة، 8 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

ولفت الحجري إلى أن المسؤولية المجتمعية ترتكز على مبادئ عالمية، كحقوق الإنسان، والعمل، بما يقضي إلغاء عمالة الأطفال والقضاء على التمييز في الوظائف والمهن والحفاظ على حرية اختيار العمل، والقضاء على كل أشكال العمل الجبري. كذلك ترتكز على مبادئ البيئة، لدعم نهج وقائي للتحديات البيئية وإطلاق مبادرات لتشجيع المزيد من المسؤولية تجاه البيئة، إلى جانب مبادئ محاربة الفساد.

وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، ينبه السفير الدولي لمنافع المسؤولية المجتمعية في مجالات مختلفة، ومن منافع المسؤولية المجتمعية في القطاع الاجتماعي، تحسين نوعية الحياة، واحترام حقوق الإنسان، وممارسة السلوك الأخلاقي، وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وتعزيز حقوق المرأة والشباب، وتوفير فرص عمل وتعليم ورعاية صحية. 
أما منافع المسؤولية المجتمعية في القطاع الاقتصادي، فتشمل تعزيز العلامة التجارية بتحسين الإنتاج والابتكار، والعمل اللائق والنمو الاقتصادي ورفع نسبة المبيعات، والكفاءة والاستدامة وتعزيز علاقات أصحاب المصلحة، ومنع تفاقم المشاكل الاقتصادية وتعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الدائري، واحترام المعايير الدولية للجودة، فضلاً عن الشفافية والقابلية للمساءلة.

وخلال حفل الافتتاح، كُرِّمَت شبكة تلفزيون العربي، وعدد من المؤسسات والجهات والشخصيات الرائدة في المسؤولية المجتمعية. وتشمل الفعاليات منتدى ومعرض أفضل الممارسات القطرية في مجال المسؤولية المجتمعية في القطاع الحكومي والمنتدى القطري لتطبيقات المسؤولية المجتمعية في قطاع الأعمال، والتجمع القطري لبناء قدرات العاملين في القطاع غير الربحي لتمكينهم من المسؤولية المجتمعية.
ويحتفل العالم بـ"اليوم العالمي للمسؤولية الاجتماعية" الذي يصادف 25 سبتمبر/ أيلول من كل عام، وقد اعتُمِد يوماً عالمياً تزامناً مع الذكرى الثالثة لاعتماد 193 دولة عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً أجندة التنمية المستدامة 2030.
ويعكس أسبوع قطر للمسؤولية المجتمعية التزام الدولة تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال تعزيز قيم العطاء والمشاركة الفعالة في مختلف المجالات.

المساهمون