انتعاش غير كافٍ في جهود مكافحة الإيدز والسل والملاريا بعد الجائحة

12 سبتمبر 2022
ما زال تحقيق هدف القضاء على الملاريا بعيداً كما القضاء على السلّ والإيدز (فرانس برس)
+ الخط -

 

أفاد الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في تقرير بأنّ الجهود المبذولة لمكافحة هذه الأمراض بدأت تستردّ عافيتها في العام الماضي بعدما تضرّرت بشدّة من جرّاء جائحة كورونا في عام 2020، لكنّ العالم ما زال حتى الآن بعيداً عن المسار الصحيح للسيطرة على هذه الأمراض الفتاكة.

وبيّن الصندوق، وهو تحالف بين القطاعَين العام والخاص مقرّه جنيف، في تقريره لعام 2022 الصادر اليوم الإثنين، أنّ أعداد الأشخاص الذين وصلت إليهم جهود العلاج والوقاية ارتفعت في عام 2021 بعدما تراجعت للمرّة الأولى في عام 2020 منذ نحو 20 عاماً. وكان رئيس الصندوق بيتر ساندز قد أبلغ وكالة رويترز في وقت سابق بأنّ "الدول بمعظمها أتت بعمل مذهل للتعافي من الاضطراب الرهيب الذي حدث في عام 2020... لكنّنا لم نصل إلى المكان الذي نريد الوصول إليه. ما زال كثيرون يموتون من جرّاء هذه الأمراض".

على سبيل المثال، انخفضت أعداد الأشخاص الذين تلقّوا علاجاً خاصاً بالسلّ بنسبة 19 في المائة في عام 2020 إلى 4.5 ملايين، وفي حين ارتفعت الأعداد في عام 2021 بنسبة 12 في المائة إلى 5.3 ملايين، لكنّها ما زالت أقلّ بقليل من 5.5 ملايين شخص عولجوا قبل الجائحة. وتجاوزت برامج الملاريا والإيدز مستويات عام 2019، إلا أنّ تأثير وباء كورونا جعلها بعيدة عن تحقيق هدف القضاء على هذَين المرضَين بحلول عام 2030.

وحذّر ساندز من أنّ تأثير أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا من شأنه أن يجعل الوضع أسوأ. وفي العادة، تكون الأمراض المعدية أكثر فتكاً بالأشخاص الذين يعانون من الضعف بسبب سوء التغذية، كذلك فإنّهم لا يستجيبون جيداً لجهود العلاج أو الوقاية. وبالتالي، قال ساندز إنّه "من المحتمل" أن يتعاون الصندوق مع شركاء لتوفير مزيد من الدعم الغذائي أكثر من أيّ وقت مضى من أجل الاستمرار في إنقاذ الأرواح.

ويقدّر التقرير أنّ عمل الصندوق مع الدول أنقذ نحو 50 مليون شخص منذ إنشائه في عام 2002. وقد أنفق 4.4 مليارات دولار أميركي للتخفيف من تأثير كوفيد-19 على مجالاته الرئيسية ومكافحة الوباء ابتداءً من مارس/ آذار 2020 فصاعداً. ومن أجل مواصلة عمله، يهدف الصندوق الآن إلى جمع 18 مليار دولار لدورة تمويله المقبلة ومدّتها ثلاث سنوات، من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص. وهو جمع بالفعل أكثر من ثلث المبلغ وثمّة خطط لعقد مؤتمر للمانحين يستضيفه الرئيس الأميركي جو بايدن في الأسبوع المقبل.

(رويترز)

المساهمون