امتحانات التعليم الأساسي في سورية: رحلة شاقة لطلاب دير الزور

30 مايو 2024
طلاب من دير الزور يعبرون نهر الفرات برفقة الأهل لتقديم الامتحانات، 29 مايو 2024 (فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- طلاب ريف دير الزور في سورية يواجهون تحديات كبيرة لعبور نهر الفرات إلى مناطق سيطرة النظام للحصول على شهادة تعليمية معترف بها، مما يتطلب منهم تكوين مجموعات واستئجار منازل أو القيام برحلات يومية محفوفة بالمخاطر.
- البحث عن فرص تعليمية أفضل والهروب من تردي جودة التعليم وعدم الاعتراف بالشهادات في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية يدفع الطلاب لتحمل مشقة السفر والمخاطر المرتبطة بها.
- تكاليف التنقل والمخاطر الأمنية تضيف عبءًا إضافيًا، لكن الطلاب يجدون دعمًا في رفقة زملائهم، مؤكدين أن الحصول على شهادة معترف بها يستحق هذه المشقة، مع إقبال كبير على امتحانات التعليم الأساسي.

تستمر امتحانات التعليم الأساسي في سورية إلى غاية الـ12 من يونيو/حزيران المقبل، ويضطر كثير من طلاب ريف دير الزور ضمن المنطقة التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية للتوجه إلى مناطق سيطرة النظام لإجرائها وسط صعوبات وتحديات كثيرة، بهدف الحصول على شهادة تعليمية معترف بها.
ومن أجل الوصول إلى مناطق سيطرة النظام، يقطع الطلاب نهر الفرات من الضفة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية إلى مدينة الميادين والقرى القريبة، بينما يتوجه بعضهم إلى مدينة دير الزور لإجراء امتحانات التعليم الأساسي التي بدأت في 27 مايو/أيار.
يقول المُدرّس يوسف المحسن المقيم في ريف دير الزور لـ"العربي الجديد": إن هناك عدة دوافع لتوجه الطلاب إلى مناطق سيطرة النظام السوري وإجراء امتحانات التعليم الأساسي هناك، أهمها الحصول على شهادة معترف بها، خلافا لتلك الصادرة عن مدارس الإدارة الذاتية، التي لا تعترف بها أي جهة حتى الوقت الحالي. 

وأضاف: "يتوجه الطلاب عبر القوارب إلى المعابر النهرية من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية إلى مناطق سيطرة النظام، ويشكلون مجموعات تتكون من 5 إلى 10 أفراد ويستأجرون منزلا في المدينة خلال الفترة الامتحانات، ثم يعودون إلى قراهم. أما الطلاب الذين يتوجهون إلى مدينة الميادين أو القرى المحيطة بها، فإنهم يفضلون الذهاب والعودة يومياً، وذلك خوفا من الملاحقة الأمنية، حيث تنتشر هناك المليشيات الإيرانية، وعمليات الخطف التي قد يطالب منفذوها بدفع الفدية. وأكد أن "تردّي جودة التعليم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية سبب ثان يدفع الطلاب خارج مناطق سيطرتها، إذ لا يوجد اهتمام بالعملية التعليمية خاصة في مناطق دير الزور، بالإضافة إلى أزمة المناهج التي نواجهها والتي لا تراعي المعايير العلمية رغم المطالب المستمرة بتغييرها".

صعوبات امتحانات التعليم الأساسي في سورية

وليد العساف والد أحد الطلاب الذين يجتازون الامتحانات، يتطرق في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى صعوبات في تنقله، وقال: "ابني يقدم الامتحان بالقرب من مدينة الميادين، ويحتاج للتنقل إلى 80 ألف ليرة سورية (5.4 دولارات)، بين تكلفة زورق من ضفة إلى أخرى وسيارة للوصول إلى المدرسة وأخرى للعبور إلى الضفة الأولى، وفي حال رافقته والدته تزيد التكاليف". ويضيف أن "السبب الوحيد الذي يدفعني لإرسال أبنائي إلى مناطق سيطرة النظام هو نظام التعليم الفاشل والتجاهل المتعمد من قبل الإدارة الذاتية للتعليم في المنطقة، فضلا عن التعب والخسارة التي قد يتعرض لها أبناؤنا بالحصول على شهادة غير معترف بها صادرة عن الإدارة الذاتية".
أما الطالب عبيدة العكيدي، فهو من بين من يتوجهون لإجراء امتحانات التعليم الأساسي في مناطق سيطرة النظام. يقول لـ"العربي الجديد": "لو كانت الشهادة الصادرة عن الإدارة الذاتية معترف بها، لما كنا نقطع هذه الرحلة الشاقة"، مضيفا أن قطع النهر صعب في الوقت الحالي، فضلا عن طريق الوصول إلى المركز الامتحاني في الضفة الثانية من النهر، ضمن المنطقة التي يسمونها "الشامية"، وهي التي يسيطر عليها النظام من ريف دير الزور على الضفة المقابلة للتي تسيطر عليها الإدارة الذاتية. 

وأردف العكيدي: "نخاف أن تحدث اشتباكات أو نتأخر في العودة، كما نواجه صعوبات أخرى من حيث تقيدنا بالوقت في الذهاب والإياب، غير أن ما يخفف عني هو وجود رفاقي معي".
ووفق وكالة "سانا" التابعة لسيطرة النظام السوري، تقدّم لاجتياز امتحانات التعليم الأساسي أكثر من 300 ألف طالب، وذلك في جميع المحافظات، ويستمر التقديم حتى الـ12 من يونيو المقبل، منهم 13500 طالب موزعين على 121 مركزا امتحانيا في محافظة دير الزور.

المساهمون