نظّمت وزارة الصحة العامة في لبنان والبرنامج الوطني للحد من التدخين، اليوم الأربعاء، فعالية توعوية عن الآثار الضارّة للتبغ، تزامناً مع احتفالات منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للحد من التدخين تحت شعار "نريد الغذاء لا التبغ" والذي يتزامن مع 31 مايو/أيار سنوياً.
ويعد اليوم العالمي للامتناع عن التدخين وفقا للدكتورة مايا روماني، المتخصصة في طب العائلة والإقلاع عن التدخين، ومديرة مركز الصحة والعافية في الجامعة الأميركية في بيروت، فرصة لتسليط الضوء على مدى الضرر الذي تلحقه منتجات التبغ والتدخين بالصحة، موضحة: "يعد التدخين أحد أسباب الإصابة بأمراض القلب والرئة والشرايين والضعف الجنسي وأمراض الأسنان والجلد وأنواع عديدة من السرطانات. والإقلاع عنه هو الحل الأفضل، حتى لو بعمر متأخر، وذلك لاسترجاع عافية الجسد واكتساب الصحة ونوعية حياة أفضل، وبالتالي التمتع بعمر أطول".
وعن الوسائل الفعالة والآمنة للإقلاع عن التدخين، تقول روماني: "هناك عدة طرق منها الأدوية وبدائل النيكوتين والعلاج السلوكي"، مشيرة إلى ضرورة إدراك صعوبة الأمر في لبنان نظرا لأن معظم المدخنين يجدون في السيجارة والنرجيلة وغيرها من المنتجات وسيلة لتنفيس الاحتقان والضغط المعيشي.
وحول التحديات الإضافية على طريق الإقلاع عن التدخين تضيف: "عدم تطبيق القوانين أحد التحديات التي نواجهها فمثلا قانون عدم التدخين في الأماكن المغلقة وعدم بيع منتجات التبغ والتدخين لمن هم دون 18 عاماً لا يتم تطبيقه. ولا ننسى أن سعر الدخان في لبنان رخيص مقارنة بدول أخرى".
من جهتها، لفتت منسقة الحدث التوعوي، الممرضة المتخصّصة بالإنعاش ليلى أبو حبيب، إلى أن فعالية اليوم تستهدف المدخنين، لا سيما فئة الشباب. مشيرة إلى مشاركة عدد من الجامعات اللبنانية والجمعيات الكشفية والصليب الأحمر اللبناني وفعاليات طبية وتمريضية، ومتخصصين في المجال الصحي والغذائي ومهندسين زراعيين. وتخلّلته سلسلة فحوص مجانية للمشاركين، بينها تحليل مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم، وقياس التنفس واختبار الجهد، وتحديد فصيلة الدم والتبرع بالدم، وقياس معدل السكري ونسبة الدهون والعضلات والمياه في الجسم، وتخطيط القلب والشرايين، وفحص مدى تأثير الدخان على عمليات التجميل والعناية بالبشرة، كما التطرق إلى سبل خسارة الوزن بعد توقيف التدخين وتأثير تناول الخضر والفواكه على الصحة، وتوعية الأطفال والناشئين حول مضارّ التدخين.
وتابعت: "أتيح للحاضرين الحصول على "باركود" يوفر لهم أسماء وعناوين مراكز الإقلاع عن التدخين والصيدليات التي تبيع الأدوية المساعدة، وكذلك المطاعم والمقاهي الخالية من التدخين. لكن يبقى الأهم مواصلة العمل عبر التوعية، ولذلك دعونا اليوم المؤثرين والرسميين والفنانين ليلعبوا دورهم الفاعل في هذا الإطار. كما تولى المهندسون الزراعيون شرح مضار زراعة التبغ على التربة والمياه وصحة المزارعين وعائلاتهم".
وتخللت الفعالية كلمات لممثلي وزارة الصحة اللبنانية ولجنة الصحة النيابية ومنظمة الصحة العالمية، شددت على ضرورة رفع الوعي حول مضار التدخين وأهمية الحد منه، مقترحين "رفع الضريبة على منتجات التبغ والتدخين".
الجدير بالذكر أن لبنان يسجل سنويّاً وفاة أربعة آلاف شخص من جراء الأمراض المرتبطة بالتدخين، وفق نتائج الإحصاء الأخير الصادر عام 2020. كما بلغ معدل التدخين في العام ذاته 38.20 في المائة، مسجّلاً بذلك انخفاضاً قدره 0.2% عن العام 2019. في حين يظهر أحدث إحصاء ارتفاع نسبة المدخنين مجدداً إلى 42.6 في المائة.
وتبين في آخر إحصاء قبل عامين أنّ 35 في المائة من المراهقين بين عمر 16 و18 سنة هم من المدخنين. وقد جاء تصنيف لبنان في المرتبة 35 عالميًّا، لناحية زراعة التبغ، حيث يزرع 9024 هكتاراً وفق آخر إحصاء أُجري في العام 2023.