الهلع من الزلزال يمنع الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس في سورية

26 فبراير 2023
الزلازل ضاعفت آلام السوريين (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

قضى أبو محمد الزين ليلته في غرفته التي نزح إليها على أطراف مدينة إدلب شمال غربي سورية، بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في 20 فبراير/ شباط الجاري، حائراً يقلب الأفكار والمخاوف دون أن يصل لقرار نهائي بشأن إرسال طفله إلى المدرسة.

وفي صبيحة اليوم التالي طلب الطفل من والده السماح له بالتغيّب عن المدرسة، فوافق الزين دون تردد، وكأنما كان ينتظر تشجيعاً من أي طرف حتى وإن كان طفله ذا السبع سنوات.

ويقول الزين لـ"العربي الجديد" إن مشاهد الزلزال ما زالت تجول بخاطره، يحاول طوال الوقت أن يبقى قرب زوجته وأطفاله، فقد شاهد كيف كانت أوصالهم ترتعد من الخوف لحظة الزلزال، وكيف استمرت معهم هذه "الفوبيا" وباتوا يخشون من سماع هذه الكلمة.

يضيف المتحدث أنه لا يخشى من الهزات الارتدادية التي تحدث بقدر خشيته من ردة فعل الناس، لأنه شاهد ما حصل خلال هذه الفترة، فالناس تهيم على وجوهها من شدة الهلع ونزول الأطفال إلى الشوارع في مثل ذلك الوقت يعرضهم للمخاطر.

250 مدرسة تضررت نتيجة الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/ شباط

هواجس أبو محمد توافقت مع مخاوف كثيرين رفضوا إرسال أطفالهم إلى المدرسة خلال اليومين الماضيين من الفصل الدراسي الثاني. يقول يوسف عبد العزيز لـ"العربي الجديد" إنه لم يرسل أطفاله إلى المدرسة ولن يرسلهم حتى يشعر بالأمان، فـ"الزلزال الثاني علمنا أن التجربة يمكن أن تتكرر، وبعد مضي أربعة عشر يوماً على الزلزال الأول حدث زلزال ثان، كما أن الهزات الارتدادية لا تزال مستمرة وتتفاوت في قوتها، ونخشى أن تكون المدارس متفاوتة في قدرتها على التحمل".

وفي السياق ذاته، ذكرت إحصائيات وزارة التربية أن 250 مدرسة تضررت نتيجة الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير/ شباط. وتوزعت تلك المدارس في حارم وسلقين والأتارب والملند وإدلب، حيث تعرضت 203 مدارس لهدم جزئي و46 مدرسة طالتها التشققات والتصدعات، بينما تهدمت مدرسة بشكل كامل في سرمدا.

وتلك الأرقام والمشاهد التي رآها الناس لحجم الدمار أجّجت مشاعر الخوف لديهم، وباتوا يخشون من تكرار التجربة. تقول أم عمر، وهي سيدة من إدلب لـ"العربي الجديد": "نحن نعلم أنه لا يمكن لأحد أن يتكهن بحدوث الزلزال من عدمه، إلا أن الإشاعات والتحليلات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي جعلتنا في قلق دائم، نحن نقلق من الجلوس في المنزل، فكيف نرسل أولادنا إلى المدارس؟".

وكانت وزارة التربية قد أعلنت استئناف الدوام المدرسي أمس السبت 25 فبراير/شباط، وعممت على المجمعات التربوية والمدارس تخصيص آخر حصتين دراسيتين لتعليم الأطفال أساليب الأمان التي يجب اتباعها في حال تعرض البلاد لزلزال جديد.

المساهمون