استمع إلى الملخص
- أشار فضل عبد الغني إلى استمرار الانتهاكات ضد العائدين من لبنان، مع غياب ضمانات الحماية من الاعتقال أو الاختفاء القسري، مما يجعل العودة محفوفة بالمخاطر.
- عبر سوريون في لبنان عن مخاوفهم من العودة بسبب خطر الاعتقال، حيث يواجه العائدون مخاطر كبيرة، بما في ذلك الاعتقالات عند المعابر الحدودية.
أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، استمرار النظام السوري في اعتقال السوريين العائدين قسراً من لبنان، مشيرة إلى أن 17 شخصاً من العائدين قسراً مؤخراً من لبنان تعرضوا للاعتقال، من أصل 213 شخصاً اعتُقلوا في سورية خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووفق تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش صدر في 30 أكتوبر الماضي، فإن السوريين الفارين من لبنان، وخاصة الرجال منهم، يواجهون خطر الاعتقال التعسفي والانتهاكات من قبل سلطات النظام السوري، حيث وثقت المنظمة أربع حالات اعتقال للعائدين خلال أكتوبر/ تشرين الأول، مؤكدةً تسجيل منظمات، منها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، العشرات من حالات الاعتقال. وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل، إن وفاة المرحّلين أثناء الاحتجاز في ظروف مريبة داخل معتقلات النظام السوري تسلط الضوء على "الخطر الصارخ المتمثل في الاحتجاز التعسفي والإساءة والاضطهاد لأولئك الفارين، والحاجة الملحة إلى مراقبة فعّالة لانتهاكات حقوق الإنسان في سورية".
بدوره، أكّد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن انتهاكات النظام بحق السوريين العائدين من لبنان لا تزال مستمرة، موضحاً أنه لا توجد ضمانات أبداً لحماية العائدين من الاعتقال أو الاختفاء القسري. وقال إن الإجراءات والممارسات من قبل النظام السوري تجاه العائدين هي ذاتها، مضيفا: "دائماً ما نوصي الناس بعدم العودة بسبب عدم وجود ضمانات لعدم تعرضهم للانتهاكات. وثقنا عمليات اعتقال تعسفي وحالة وفاة تحت التعذيب، وعشرات حالات الاعتقال، من ضمنها حالات تم تحويلها للتجنيد الإجباري، وهذا ما قد يواجهه العائدون من لبنان".
وكانت الشبكة أكدت في تقرير صدر عنها في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن سورية لا تزال بيئة غير آمنة، حيث يستمر النظام السوري في ممارساته القمعية من اعتقالات تعسفية واختفاء قسري وتعذيب. ووثقت اعتقال ما لا يقل عن 208 أشخاص عائدين من لبنان منذ بداية عام 2024 حتى تاريخ صدور التقرير.
المخاوف تلاحق من يريد العودة من لبنان إلى سورية
أوضح فارس العبد، وهو سوري يقيم في قضاء سير الضنية في لبنان، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن أحد الأشخاص الذين يعرفهم تعرضوا للاعتقال خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول. وقال: "أعيش أعباء كثيرة في الوقت الحالي بسبب تداعيات الحرب على لبنان، منها عدم وجود عمل، إضافةً لتكلفة مدارس أطفالي". وتابع: "ما يمنعني من العودة هو الخوف من الاعتقال، البعض ممن وصلوا بسلام أكدوا أن من يريد أن يسلم من الاعتقال يجب أن يدفع إتاوات على حواجز النظام، ومع ذلك البعض اعتُقل، وأنا مطلوب للنظام، لذلك أتخوف من العودة في الوقت الحالي. أرجو ألا تسوء الأحوال هنا أكثر، فلن يكون أمامي سوى العودة إلى سورية".
ورغم رغبة هنادي عبد الحميد، السورية المقيمة في منطقة الشويفات جنوب مدينة بيروت، في العودة هي وأسرتها إلى الشمال السوري بسبب العدوان الاسرائيلي على لبنان، ولكن الطريق الوحيد لعودتها هو من مناطق النظام حيث تخشى على زوجها من الاعتقال عبر حواجزها، مضيفة لـ"العربي الجديد": "سمعنا الكثير عن حالات اعتقال لمعارضين ولمطلوبين للخدمة الالزامية أو الاحتياط، وزوجي من بيئة معارضة، وقد يكون مطلوبا للاحتياط، لذلك فضلنا البقاء تحت خطر القصف هنا الذي يمكن تجنبه نسبيا على المخاطرة بالعودة لسورية".
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن امرأة اعتُقل زوجها البالغ من العمر 33 عاماً بعد الفرار من لبنان، حيث كان يعتقد أن العفو من الخدمة العسكرية قد يحول دون اعتقاله. وأكدت أن المخابرات العسكرية التابعة للنظام اعتقلت زوجها في السابع من أكتوبر عند معبر الدبوسية الحدودي في حمص، حيث قالوا لها أن تواصل طريقها، وإلى الوقت الحالي لا تعرف شيئاً عن مكان زوجها. وقالت: "أتمنى لو بقينا تحت الصواريخ بدلاً من الخضوع لهذا".
ووفق إحصائيات الهلال الأحمر السوري، دخل سورية خلال الفترة ما بين 24 سبتمبر/ أيلول و22 أكتوبر/ تشرين الأول نحو 440 ألف شخص، 71% منهم سوريون و29% لبنانيون. في الوقت الذي أكدت فيه هيومن رايتس ووتش أن نحو 50 ألف شخص وصلوا إلى شمال شرق سورية، بينما وصل 6600 شخص إلى شمال غرب سورية.