استمع إلى الملخص
- يطالب الطلاب برفع جودة التكوين الطبي وزيادة مناصب التكوين في الطب التخصصي، وزيادة المنح وفتح مناصب شغل، وإعادة حق المصادقة على الشهادات النهائية لمنع هجرة الكفاءات.
- قرر تكتل طلاب العلوم الطبية مواصلة الإضراب بعد اجتماع غير مرضٍ مع وزير التعليم العالي، مؤكدين على مسؤوليتهم ومقاطعة الدروس حتى تحقيق المطالب.
استأنف طلاب كليات الطب في الجزائر، لليوم الثاني على التوالي، إضرابهم العام، الذي كان قد جرى تعليقه لأيام، بعد قرار التكتل الطلابي المستقل، ممثل طلاب الطب، مقاطعة المحاضرات بداية من أمس الأحد، إلى غاية الاستجابة لمطالبهم التي تماطل الحكومة في الاستجابة لها، وخاصة ما يتعلق بتوثيق الشهادات وزيادة المنح وفرص التخصص وتحسين ظروف التدريب، وتوفير مناصب العمل.
وتشهد كليات العلوم الطبية في الجزائر إضرابا طلابيا عن حضور المحاضرات، ووقفات واعتصامات داخل الحرم الجامعي، في سياق خطوة تصعيدية ردا على تمسك وزارة التعليم العالي والحكومة بالاستجابة إلى مطالب محدودة فقط من جملة لائحة المطالب التي رفعها الطلاب منذ بداية حراكهم الاحتجاجي.
وشهدت كلية العلوم الطبية في العاصمة وقفة طلابية حاشدة، رفع خلالها الطلاب شعارات تجدد مطالبهم بمنح مجزية وتوفير أفق مستقبلي واضح، وهتف الطلبة ضد وزارة التعليم العالي مرددين "وزارة بلا قرار، ووزارة تسويف"، و"الطلبة غاضبون، وللوضعية رافضون". وفي كلية الطب بقسنطينة، قاطع الطلبة امتحانات أمس الأحد. وفي كلية الطب بوهران غربي الجزائر، نظم الطلبة وقفة غاضبة، انتقدوا خلالها الإعلام المحلي في الجزائر، الذي يتجاهل تغطية حراكهم الاحتجاجي بفعل ضغوط تمارسها السلطة على وسائل الإعلام.
ويدافع الطلاب عن حقهم في ممارسة الاحتجاج السلمي والإضراب، مشددين في بيان لهم على "رفض كل الأساليب التعسفية والتهديدات والمضايقات التي تقوم بها بعض الإدارات لقمع الطلاب"، في إشارة إلى قرار بعض إدارات الكليات استدعاء ممثلين عن الطلاب للتحقيق وإحالتهم إلى المجالس التأديبية. وطالب طلاب كليات العلوم الطبية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ورئيس الحكومة "التدخل الفوري للحد من القرارات التعسفية والقمع لحقنا الديمقراطي المنتهج من طرف بعض مسؤولي الكليات وملحقاتها عبر الوطن"، والعمل على إيجاد حلول سريعة لمطالبهم.
ويرفع طلاب كليات الطب والصيدلة لائحة مطالب تتعلق برفع جودة التكوين الطبي في الجزائر، وزيادة عدد مناصب التكوين في الطب التخصصي، والحد من فتح كليات الطب من دون توفير التأطير البيداغوجي اللازم (بلغ عددها 14 كلية)، حيث يتخوف طلاب العلوم الطبية من أن يؤدي قرار الحكومة فتح عدد كبير من ملحقات لكليات الطب إلى تزايد عدد المتخرجين في مقابل نقص المناصب المطروحة في المستشفيات والمراكز الصحية، والمطالبة بزيادة منحة طلاب الطب خلال فترة التدريب في المستشفيات، وفتح مناصب شغل للأطباء العامين العاطلين عن العمل، وإعادة حق المصادقة على الشهادات النهائية للأطباء، إذ كانت الحكومة الجزائرية قد اتخذت في شهر يوليو/تموز الماضي قرارا بتجميد المصادقة على شهادات الكفاءة الطبية للأطباء، لمنع هروب وهجرة الكفاءات الطبية من البلاد إلى الخارج.
ويأتي استناف الإضراب والحركة الاحتجاجية في كليات العلوم الطبية بعد قرار تكتل طلبة العلوم الطبية (تكتل طلابي مستقل يمثل الطلبة ويدير الحركة الاحتجاجية)، صدر في أعقاب اجتماع عقده ممثلو الطلاب مساء السبت، اعتبروا خلاله أن نتائج اجتماعهم مع وزير التعليم العالي "كانت دون المستوى"، ما دفع إلى اتخاذ قرار بمواصلة الإضراب والعودة إلى الوقفات الاحتجاجية في كل الكليات والملحقات العلوم الطبية بداية من أمس الأحد.
وأكد التكتل في بيان له أنه "يتحمل مسؤولية هذا القرار الذي يشمل مقاطعة الدروس والتربصات (التدريب)"، وشدد على أن "وضع تاريخ لنهاية الإضراب محدد بالاستجابة على أرض الواقع لأهم المطالب الاستعجالية المرفوعة سالفا، وهذا ما يتمناه عموم الطلبة"، وذلك ردا على ما زعمته تنظيمات طلابية مقربة من الحكومة ووسائل إعلام بشأن وجود تحريض خارجي للطلبة، والتي وصفها التكتل بأنها "تصرفات لامسؤولة من طرف بعض التنظيمات الطلابية".
ووفقا لبيان الطلاب، فقد جرى التصويت في الكليات بشأن خيار تعليق الإضراب حتى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري من عدمه، أو مواصلة الإضراب لغاية الوصول إلى حلول حقيقية على أرض الواقع، وقرر الطلبة الخيار الثاني.