تضررت عشرات المدارس في عدة محافظات سورية بسبب الزلزال الذي ضرب شمال غربي البلاد في 6 فبراير/ شباط الماضي، وبينما تتضارب الأرقام حول أعداد المدارس المتضررة، بدأ النظام التواصل مع منظمات دولية لإعادة تأهيلها.
قال وزير التّربية في حكومة النظام السوري، دارم طباع، إنّ 2636 مدرسة تضرّرت بسبب الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غربي البلاد، وإن الأضرار تتباين ما بين الخفيفة والمتوسطة، وهناك مدارس بحاجة إلى الهدم. وذكر طباع لوسائل إعلام محلية أن "عدد المدارس التي خرجت عن الخدمة يبلغ 140 مدرسة، وجرى عقد اجتماعات مع منظّمات دولية لتقديم تقارير حول تلك المدارس طلباً للمساهمة في إعادة تأهيلها، وتعمل تلك المنظّمات بالفعل على تأهيل نحو 600 مدرسة أخرى".
وكشفت وكالة "سانا" للأنباء التابعة للنظام، في منتصف مارس/آذار الماضي، أن عدد المدارس المتضررة من جراء الزلزال بلغ 5595 مدرسة في محافظات طرطوس وحلب واللاذقية وحماة وريف إدلب، وفق إحصائية لوزارة التربية، وأن هذه المدارس متضررة بشكل جزئي أو كامل. والعدد المذكور هو عدد المدارس المتضررة في مناطق سيطرة النظام، وناتج عن عمل اللجان الهندسية التي قامت برصد الأضرار في المدارس.
بدوره، أكّد مدير التربية التابع للنظام في محافظة اللاذقية، عمران أبو خليل، أنّ 149 مدرسة في المحافظة بحاجة إلى صيانة، بينما هناك 85 مدرسة لا يسمح بدخولها إلّا بعد فحصها.
ويستهجن المدرس عيسى محمد، المقيم في جنوب دمشق، التضارب الكبير في أعداد المدارس المتضررة من جرّاء الزّلزال التي أعلنت عنها الحكومة، موضحاً لـ"العربي الجديد": "عملت في مدارس عدّة بالمحافظات السوريّة، ولا شك في تعرض كثير من المدارس لأضرار بسبب الزلزال، خاصة في حلب واللاذقية، والإحصائيات تبين هذا رغم التناقضات. النظام من مصلحته في الوقت الحالي استغلال الزلزال في شمول المدارس المتضررة سابقاً باعتبار أنها متضررة من الزلزال، بخاصة في ظلّ منظمات دولية تدعم إعادة تأهيلها".
ويبلغ عدد المدارس السورية وفق إحصاء رسمي 17500 مدرسة، ومعظم تلك الأبنية المدرسية أنشئت بعد عام 1970، بينما كشف مدير التخطيط العمراني في وزارة التربية التابعة للنظام، غسان الشغري، أن عدد المدارس التي تشرف عليها الوزارة يبلغ 14 ألف مدرسة، موضحاً لوسائل إعلام محلية أن "عدد المدارس المتضررة بلغ 2288 مدرسة، وهناك مئات من المدارس التي تقوم لجان الكشف الهندسية بفحصها".
ويقول الناشط حسام الجبلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "الإحصائيات الحكومية تشير إلى أن محافظة اللاذقية تضم 1200 مدرسة، وفي وقت سابق، أعلن مدير تربية اللاذقية أن 100 مدرسة يجب هدمها بسبب أضرار الزلزال. لكن لا أرقام دقيقة حول المدارس المتضررة في اللاذقية، ولا نعرف ماهية آلية تقييم الأضرار، وهذا ينطبق على بقية المحافظات، خصوصاً مدينة حلب التي تضرر العديد من مدارسها من جراء قصف النظام أحياءها الشرقية قبل عام 2016. النظام يحاول أن يشمل أضرار المدارس كافّة تحت الزّلزال".
بدوره، يؤكد الموجّه التربوي مدين أبو محمود، لـ"العربي الجديد"، أن "النظام لا يهتمّ بمدى أهليّة أو جاهزيّة المدارس لاستقبال الطّلاب، كون العملية التربوية في العموم تحتاج إلى ما هو أكثر من المباني على أهميتها، ومباني المدارس في سورية كلها قديمة، وبحاجة إلى إعادة ترميم، أو هدم، والنظام يحاول أن يوظف أيّ حدث لصالحه، ويفتح قنوات مع المنظمات للحصول على خدمات تعليمية، واللافت أنّ هناك منظّمات تقوم بتجهيز وترميم المدارس التي لم تكن أساساً في منطقة الزلزال".
يضيف أبو محمود: "تنقلت لمدة 26 عاماً في العديد من مدارس سورية، وأي مدرس يعرف أن الاهتمام بالمرافق والأثاث الداخلي دون المستوى، وقد دخلت مدارس كانت نوافذها مكسورة، وكانت هناك مرافق يتمّ إقفالها، والحمامات سيئة للغاية بسبب إهمال الصيانة والتنظيف، وأجهزة الكمبيوتر المخصصة لحصص المعلوماتيّة كانت تتعطل لأنها تبقى لفترات طويلة من دون صيانة، وكل هذا لا يخفى على أحد، وحالياً يحاول النظام تحميل كلّ أضرار المدارس للزلزال".
في المقابل، بلغ عدد المدارس المتضررة من جراء الزلزال في مناطق شمال غربي سورية 250 مدرسة، من بينها 203 مدارس متضررة جزئياً، و46 مدرسة فيها تشققات بسيطة، حسب إحصاء لحكومة الإنقاذ، التي أكدت أن 421 طالباً و39 من المدرسين والإداريين قتلوا في الزلزال، علماً أن هذا الإحصاء يشمل مناطق سيطرتها فقط، في حين أعلنت "الحكومة السورية المؤقتة" مقتل 44 مدرساً و626 طالباً، وجرح 60 مدرساً و1041 طالباً.
وأشار فريق "منسقو استجابة سورية"، في تقرير صدر، إلى أن عدد المدارس المتضررة من جراء الزلزال في الشمال الغربي بلغ 419 مدرسة، وأن غالبية الأضرار جزئية أو متوسطة.