حذّر المجلس النرويجي للاجئين، في تقرير نشره اليوم الأربعاء، من أنّ العالم لا يولي اهتماماً كافياً لأزمات النزوح الجماعي في مختلف أنحاء القارة الأفريقية التي تتسبّب في مجاعة ونشوب نزاعات طويلة الأمد. وقال الأمين العام للمجلس يان إيغيلاند في بيان، إنّه "في ظلّ الحرب الشاملة في أوكرانيا الأوروبية، أخشى أن تُدفع معاناة الأفارقة باتجاه الظلّ أكثر".
ولفت المجلس إلى أنّ أكثر أزمات النزوح المُهملة في العالم هي بالترتيب، تلك التي تقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو وكاميرون وجنوب السودان وتشاد ومالي والسودان ونيجيريا وبوروندي وإثيوبيا. وهي المرّة الأولى التي تكون فيها الأزمات العشر المدرجة في القائمة السنوية للمجلس النرويجي للاجئين واقعة في القارة الأفريقية.
For the first time our new report finds that the world's top 10 most neglected crises are all in Africa.
— NRC (@NRC_Norway) June 1, 2022
Much more political will is needed to end this devastating trend. pic.twitter.com/KPgKGRgEVK
وتُصنَّف الأزمات بحسب التراجع في الاستجابة السياسية الدولية لها والتغطية الإعلامية التي تُخصَّص لها، بالإضافة إلى مبالغ المساعدات المتعهّد بها لمعالجتها. في جمهورية الكونغو الديمقراطية، البلد الذي يطاوله أكبر إهمال وفق التصنيف للسنة الثانية على التوالي، كان نحو 27 مليون شخص في العام الماضي يعانون من الجوع، أي ثلث إجمالي السكان، فيما نزح 5.5 ملايين شخص وفرّ مليون آخرون.
لكنّه على الرغم من ذلك، لم تُعقد أيّ اجتماعات على مستوى رفيع أو مؤتمرات للمانحين بهدف مواجهة أزمة الجوع في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو الحدّ من النزاع الذي يمزّق شرقها. ولم تتلقّ البلاد إلا 44 في المائة من مليارَي دولار أميركي كانت الأمم المتحدة قد طلبتها لتأمين مساعدات إنسانية.
A reminder: Millions of people are afflicted by crises taking place in the shadows.
— NRC (@NRC_Norway) June 1, 2022
RT to shine a spotlight on the world's most neglected displacement crises. pic.twitter.com/xpTYHF7O6s
في المقابل، جُمعت في مارس/آذار الماضي، كامل المبالغ المطلوبة تقريباً لتأمين مساعدة إنسانية لأوكرانيا في خلال يوم واحد فقط، بحسب المجلس النرويجي للاجئين. وتابع إيغيلاند أنّ "الحرب في أوكرانيا أظهرت الفجوة الهائلة بين ما يمكن فعله حين يحتشد المجتمع الدولي لمعالجة أزمة، والواقع اليومي لملايين الأشخاص الذين يعانون بصمت في الأزمات في القارة الأفريقية التي اختار العالم أن يتجاهلها".
وفي بلدان أخرى مدرجة في قائمة المجلس النرويجي للاجئين، أدّت الصدمات المناخية مثل الجفاف والفيضانات إلى تفاقم الأزمات الغذائية، في حين تسبّبت الأزمات والعنف المتفشّي في هروب المدنيين، وصعّبت من إمكانية وصول المنظمات الإنسانية إليهم. كذلك أثّر انعدام حرية الصحافة في بلدان أفريقية عدّة على غياب تغطية إعلامية كافية للأزمات التي تعاني منها.
وأشار المجلس إلى أنّ سبعة من البلدان العشرة المدرجة على قائمته ظهرت أيضاً في قوائم السنوات السابقة، الأمر الذي يدلّ على "حلقة مفرغة من الإهمال السياسي الدولي والتغطية الإعلامية المحدودة وإرهاق المانحين والاحتياجات الإنسانية المتزايدة باستمرار".
(فرانس برس)