المهاجرون الهايتيون يغادرون الحدود المكسيكية الأميركية

25 سبتمبر 2021
رحل المهاجرون بعد عدم تمكنهم من دخول الولايات المتحدة (بيدرو باردو/فرانس برس)
+ الخط -

غادر جميع المهاجرين الهايتيين، الذين كانوا محتشدين على جانبي الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مخيماتهم المؤقتة، وفقاً للحكومة الأميركية وصحافيين في وكالة فرانس برس كانوا في المكان. ورحل آخر المهاجرين الذين كانوا يخيّمون منذ أسبوع في سيوداد أكونيا، على الحدود الشمالية للمكسيك، بعد عدم تمكّنهم من دخول الولايات المتحدة، كما أفاد صحافيو وكالة فرانس برس مساء الجمعة. وقد نقلتهم شاحنات إلى مراكز استقبال. وقبل ذلك بقليل، أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي أليخاندرو مايوركاس، خلال مؤتمر صحافي عُقد في البيت الأبيض، أنه "لم يعد هناك مهاجرون في المخيم تحت الجسر" في مدينة ديل ريو (ولاية تكساس)، التي أحصت ما يصل إلى 15 ألف شخص، بمن فيهم العديد من الهايتيين، نهاية الأسبوع الماضي. وأضاف الوزير أنه تمّ ترحيل قرابة ألفي شخص جواً إلى هايتي، وعاد ثمانية آلاف طوعاً إلى المكسيك، ونقل خمسة آلاف إلى مراكز استقبال، وتمكّن 12400 شخص من مغادرة الموقع، وسيتوجب عليهم المثول أمام قاضٍ مختصّ بشؤون الهجرة للدفاع عن طلب لجوئهم. وأوضح أنّ "كثراً منهم ستتم إعادتهم إلى هايتي".

معالجة المشكلة من المصدر 

وفي سيوداد أكونيا، أكّد سكرتير المجلس البلدي فيليبي باسولتو أنّ المهاجرين في مراكز الاستقبال في المدينة لن يتم احتجازهم أو ترحيلهم، وسيكون بإمكانهم التنقل في المدينة "بثقة" خلال انتظار مراجعة أوضاعهم. وقبل ساعات قليلة، أعلن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أنه لا يريد أن تصبح بلاده "مخيماً للمهاجرين". وأضاف: "نريد معالجة المشكلات من مصدرها"، داعياً الولايات المتحدة إلى الاستثمار في التنمية الاقتصادية لدول أميركا الوسطى حتى لا يعود سكانها مضطرين للهرب من الفقر.

 تصرف غير إنساني أم تراخ؟ 

وفي المجموع، بحسب مايوركاس، وصل 30 ألف مهاجر معظمهم من الهايتيين، منذ 9 سبتمبر/أيلول، إلى البلدة الحدودية الصغيرة في تكساس، حيث أقاموا في ظلّ درجات حرارة مرتفعة وظروف غير صحية بعد عبورهم ريو غراندي من سيوداد أكونيا. وتعرّضت إدارة جو بايدن لانتقادات شديدة بعدما أظهرت صور ومقاطع فيديو عناصر من حرس الحدود وهم يستخدمون خيولهم لمحاولة السيطرة على المهاجرين، في ممارسة اعتبرها اليسار غير إنسانية ورآها اليمين متساهلة. وتظهر صورة، التقطها مراسل في وكالة فرانس برس الأحد، أحد حرس الحدود على حصانه يمسك رجلاً بقميصه على الضفة الأميركية. ويظهر آخر وهو يبقي مجموعة من الأشخاص على مسافة من خلال تدوير سوطه في وضع تهديدي، لإجبارهم على العودة.

وأثارت هذه الصور، التي انتشرت في كل أنحاء العالم، ضجة في الولايات المتحدة. واعتبر البعض أنّ هؤلاء المهاجرين يعاملون كأنهم ماشية، واستذكر آخرون سوء معاملة الأميركيين السود على أيدي شرطة الخيالة أو حرس السجون أو مالكي العبيد.

"مشين" 

وفي أول ردّ للرئيس الأميركي، أكّد جو بايدن، الجمعة، أنه ستكون هناك "عواقب" للأفعال "المشينة" التي قام بها الشرطيون على الحدود. وقال لصحافيين "إنه أمر مشين... أعدكم بذلك، هؤلاء الناس سيدفون الثمن، سيُفتح تحقيق، ستكون هناك عواقب". وفتحت السلطات الأميركية تحقيقاً وعلّقت مؤقتاً عمليات شرطة الحدود حول ديل ريو. وعند سؤاله عما إذا كان يتحمل مسؤولية "الفوضى" على الحدود، أجاب بايدن، الجمعة، "بالطبع أتحمل مسؤوليتها. أنا الرئيس. كان من المروع (...) أن أرى الناس يعاملون بهذه الطريقة". وأضاف: "إنه أمر محرج. إنه أكثر من محرج. إنه خطير. إنه خطأ. إنه يرسل رسالة خاطئة إلى العالم وفي بلادنا". وتابع الرئيس الديموقراطي: "هذا ليس ما نحن عليه". ووعد بايدن خلال حملته الانتخابية بالتعامل مع مسائل الهجرة بشكل إنساني، لتمييز نفسه عن دونالد ترامب الذي جعل مكافحتها من أولوياته وبنى جداراً فاصلاً على الحدود مع المكسيك.

ويستنكر الجناح اليساري الديمقراطي ترحيل الهايتيين إلى بلد غارق في أزمات سياسية وأمنية وإنسانية. وينتقد اليمين تراخي السلطات الذي، وفقاً له، هو بمثابة دعوة مفتوحة للمهاجرين على الحدود الجنوبية.

(فرانس برس)

المساهمون