المنظمة الدولية للهجرة تناشد توفير 18.5 مليون دولار لمواجهة جدري "إم بوكس"

21 اغسطس 2024
تصميم خاص بلقاحات جدري "إم بوكس"، الولايات المتحدة الأميركية، 21 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الصحة العالمية**: ناشدت المنظمة الدولية للهجرة الدول المانحة توفير 18.5 مليون دولار لمواجهة تفشّي جدري "إم بوكس" في أفريقيا، خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. أعلنت منظمة الصحة العالمية هذا النوع من الجدري حالة طوارئ صحية عامة.

- **استعدادات أوروبا وفرنسا**: بدأت أوروبا في اتخاذ تدابير لمواجهة جدري "إم بوكس"، حيث أنشأت فرنسا 232 مركز تحصين وتبرعت بمئة ألف جرعة لقاح. السويد هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي سجلت إصابة مؤكدة.

- **حالة باكستان**: أعلنت باكستان أن الإصابة بجدري "إم بوكس" ليست مرتبطة بالتفشّي الحالي في أفريقيا، بل بالفرع الحيوي 2 الذي تسبب في أزمة 2022-2023.

في إطار التدابير والتأهّب لمواجهة تفشّي جدري "إم بوكس" الأخير في أفريقيا، ناشدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة الدول المانحة توفير مساعدات بقيمة 18.5 مليون دولار أميركي من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية للمتضرّرين من هذا التفشّي في مناطق من القارة الأفريقية، انطلاقاً من جمهورية الكونغو الديمقراطية. يأتي ذلك بعد أسبوع واحد من إعلان منظمة الصحة العالمية هذا النوع من الجدري، الذي كان يُطلَق عليه "جدري القرود"، حالة طوارئ صحية عامة تُثير قلقاً عالمياً.

وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، في بيان، اليوم الأربعاء، إنّ "تفشي جدري إم بوكس في شرق وجنوب أفريقيا والقرن الأفريقي يمثّل مصدر قلق بالغ، ولا سيّما بالنسبة إلى الفئات الضعيفة من مهاجرين وسكان كثيري التنقّل ونازحين التي تُهمَل غالباً في أزمات مشابهة". أضافت بوب: "يتعيّن علينا التحرّك بسرعة لحماية أولئك الأكثر عرضة للخطر والتخفيف من تداعيات هذا التفشّي في المنطقة".

في سياق متصل، بدأت أوروبا تتهيّأ لمواجهة جدري "إم بوكس" قبل أن يتفشّى فيها كما في أزمة 2022-2023، عندما عُدّت القارة الأوروبية أكثر مناطق العالم تضرّراً من الفيروس. وقد استنفر حينها المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها وأصدر توصياته، ولا سيّما في ما يخصّ التحصين ضدّ جدري "إم بوكس" والفئات الأكثر عرضة للخطر. وبالفعل، أُنشئت على عجل، في الدول المتضرّرة، مراكز صحية توفّر اللقاحات حصراً للمعرّضين لخطر التقاط العدوى.

وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه قد قال، في إفادة صحافية عبر الفيديو، أمس الثلاثاء، إنّ "في إمكاننا، لا بل يجب علينا، أن نتصدّى لمرض جدري إم بوكس معاً". وسأل: "هل سنختار إذاً أن نشغل الأنظمة للسيطرة على جدري إم بوكس والقضاء عليه على مستوى العالم؟ أم سندخل في دورة أخرى من الذعر والإهمال؟ إنّ كيفية تصدّينا الآن وفي السنوات المقبلة سوف تكون اختباراً حاسماً لأوروبا والعالم".

232 مركز تحصين ضد جدري "إم بوكس" في فرنسا

وبعد إفادة كلوغه، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال، مساء أمس الثلاثاء، أنّ 232 مركز تحصين أُنشئت للتعامل مع احتمال تفشّي جدري "إم بوكس" في فرنسا، مشيراً إلى أنّ مراكز أخرى سوف تُنشأ تباعاً. وشدّد، في تدوينة على موقع إكس، "نحن على استعداد لمواجهة السيناريوهات والمخاطر كافة".

ولم تُسجَّل أيّ إصابة بعدوى جدري "إم بوكس" بعد في فرنسا، وفقاً لبيانات الحكومة الأخيرة، في حين تتوقّع ظهور حالات قريباً على أراضيها. يُذكر أنّ السويد هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي سُجّلت فيها إصابة واحدة مثبتة مرتبطة بالفرع الحيوي 1، تحديداً المتحوّر "كلاد 1 بي" الذي يتفشّى أخيراً في أفريقيا.

أضاف أتال أنّ "بناءً على طلب رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون سوف تتبرّع بمئة ألف جرعة لقاح (...) سوف توزّع عبر الاتحاد الأوروبي على المناطق التي ينتشر فيها الفيروس بقوّة". وتابع أنّ من شأن هذه التبرّعات أن "تعزّز الجهود الأوروبية الحالية بنحو 50%".

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأفريقي أنّ نحو 200 ألف جرعة من اللقاح المضاد لجدري "إم بوكس" سوف توزَّع في أفريقيا، بناءً على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وشركة الأدوية الدنماركية "بافاريان نورديك" التي جرت الموافقة على لقاحها في عام 2019.

حالة جدري "إم بوكس" في باكستان غير مرتبطة بالتفشّي الحالي

من جهة أخرى، بيّنت باكستان، أوّل من أمس الاثنين، أنّ الإصابة التي رصدتها الأسبوع الماضي بعدوى جدري "إم بوكس" ليست مرتبطة بالفرع الحيوي 1 المتفشّي في مناطق أفريقية. وكان مسؤولون صحيون في البلاد قد أعلنوا، يوم الجمعة الماضي، أنّ إصابة بجدري "إم بوكس" سُجّلت لدى رجل يبلغ من العمر 34 عاماً عاد أخيراً من دولة خليجية.

لكنّ فحص التسلسل الجيني الخاص بالفيروس المرصود، بيّن أنّه مرتبط بالفرع الحيوي 2 الذي كان قد تسبّب في أزمة 2022-2023، عندما سُجّل التفشّي في خارج أفريقيا، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الباكستانية. وأوضحت الوزارة أنّ تفشّي المرض المستمرّ في جمهورية الكونغو الديمقراطية حالياً يرتبط بالفرع الحيوي 1، وأكدت أنّ "حتى الآن لم يُبلَّغ عن أيّ إصابة بهذا الفرع الحيوي في باكستان".

(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)