تتعرض مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، لمنخفض جوي جديد يترافق مع هطولات مطرية وثلجية غزيرة في المناطق المرتفعة، تقترب درجة الحرارة من الصفر مئوية، تسببت في أضرار كلية أو جزئية لعدد من مخيمات الشمال السوري، مفاقما مأساة الوضع الإنساني.
نور الأحمد تسكن في مخيم الأندلس قرب قرية زردنا شرقي إدلب. "غمرت المياه أرض الخيمة، مساء أمس الثلاثاء، لكثرة التشققات فيها"، مما اضطرها هي وأطفالها الثمانية للجوء إلى خيمة جيرانهم، والتي تعد أفضل حالاً حتى الآن.
تضيف الأحمد لـ"العربي الجديد": "لم يتمكّن أطفالي من النوم في الليلة الماضية بسبب البرد والخوف من الأصوات التي تصدرها خيمتنا، قبل أن تغرق وتبلل مياه الأمطار الأغطية ومحتويات الخيمة، مما اضطرنا للجوء إلى خيمة الجيران"، مضيفة: "ستة من أطفالي في المدرسة لا يستطيعون الدراسة كما يجب؛ بسبب البرد سواء داخل الخيمة أو في المدرسة".
وبالنسبة للأمراض التي أصابت الأطفال بسبب البرد، توضح الأحمد، أنه "يوجد مركز طبي في قرية زردنا لكنه ليس بقريب وإمكانياته بسيطة، لا نمتلك وسيلة نقل للذهاب إليه فطلبنا المساعدة من مدير المخيم يوم أمس لمعالجة طفلي".
أما ابنها يوسف الحسن الذي يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، فقال لـ"العربي الجديد": "أنا في الصف الثامن الإعدادي وأدرس في مدرسة المخيم، عندما تسنح لي الفرصة أذهب للعمل في ورشة لجمع الخضار، أجني من خلالها بعض المال الذي أعطيه لوالدتي من أجل تدفئة إخوتي الصغار أو لشراء أي حاجة للعائلة، لذلك لا أستطيع شراء أي حاجة لنفسي تساعدني على مواجهة هذا البرد، فلا أملك سوى اللباس الذي أرتديه واللباس الخاص بالمدرسة بالإضافة إلى حذاء قديم وحيد".
الأطفال هم الأكثر تضرراً في هذا الجو البارد، وخاصة في الخيام التي لا تحتوي على مدفأة، فيستعينون بالأغطية لمقاومة البرد أو يلجأ بعضهم لخيام الأقارب، من سكان ذات المخيم، وفقاً لما روته المسنة عزيزة المر لـ"العربي الجديد".
وتضيف: "ولدي لا يملك مدفأة في خيمته، فجاء جميع أحفادي لخيمتي اليوم بسبب الطقس البارد، البارحة لم أستطع إشعال المدفأة لعدم توفر مواد التدفئة، لكن اليوم وصلني كيس مليء بقصاصات القماش من فاعل خير وتمكنت من إشعال المدفأة، واستغللت حرارتها بوضع البرغل فوقها لإطعام الأطفال".
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد حذر، في بيان، الثلاثاء، من الأوضاع الإنسانية السيئة على سكان شمال غربي سورية وخاصة قاطني المخيمات في ظل انخفاض درجات الحرارة وتشكل موجات البرد والصقيع الذي بات يهدد حياتهم بالخطر.
وأشار بيان الفريق، إلى أنّ "أغلب النازحين يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة إضافة إلى قدم الخيم وتدمير العديد منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال وكبار السن في المخيمات بنزلات البرد وظهور أعراض صدرية وجلدية عليهم، إضافة إلى مخاوف من حدوث حالات وفاة بين النازحين نتيجة انخفاض الحرارة وفي مقدمِهم الأطفال".