المكتب الخاص عامل مؤثر في تحصيل التلاميذ

12 مايو 2021
عناصر عدة مؤثرة في التحصيل المدرسي (نيكولو كامبو/ Getty)
+ الخط -

يواجه التلاميذ حول العالم مشاكل عدة جراء تلقيهم المناهج التعليمية عن بعد، نتيجة انتشار فيروس كورونا. وفي حال سئل هؤلاء عن احتياجاتهم خلال فترة الدراسة عن بعد، ستتضمن الإجابة غالباً، الحاجة للوصول إلى شبكة الإنترنت، أو الحاجة إلى جهاز كومبيوتر أو هاتف محمول. ورغم أهمية الإنترنت وجهاز الكومبيوتر، يحتاج التلميذ إلى طاولة مكتب خاصة في منزله إضافةً إلى تخصيص مكان هادئ للدراسة، بحسب موقع "جابان توداي".
وللإجابة عن تأثير دور المكتب في المنزل على الدراسة، لجأ كلّ من الأستاذ ديفيد روكوفسكي من جامعة "إنديانا" الأميركية، والمدير التنفيذي في الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي، ديرك هاستدت، إلى دراسة الاتجاهات في الدراسة العالمية للرياضيات والعلوم (TIMSS). أظهرت بيانات "تيمس" الصادرة عام 2019، أنّ نسبة كبيرة من التلاميذ تفتقر إلى المواد الأساسية للدراسة عن بُعد. على سبيل المثال، ما يقارب من نصف تلاميذ المغرب (48 في المائة) و45 في المائة من تلاميذ المملكة العربية السعودية و43 في المائة من تلاميذ جنوب أفريقيا، لا يمتلكون مكاتب خاصة بهم في منازلهم، بينما تبلغ نسبة التلاميذ الذين يفتقرون إلى مكاتب في منازلهم في أستراليا (10 في المائة) وفرنسا (8 في المائة) واليابان (7 في المائة).
على الصعيد العالمي، فإنّ 11 في المائة من التلاميذ في الدول المشاركة في دراسة "تيمس" لا يملكون جهاز كومبيوتر، بينما 25 في المائة ليست لديهم غرف خاصة بهم، ما يؤثر بصورة مباشرة على أدائهم خلال فترة الدراسة عن بُعد، التي ازدادت أهميتها في زمن كورونا.
عند تحليل أداء التلميذ، تظهر النتائج تأثير المكتب على الدراسة، فالتلاميذ الذين يملكون مكتباً خاصاً بهم في منزلهم أفضل أداءً من أولئك الذين لا يملكونه. وأظهر البحث أنّ الذين لا يملكون مكاتب هم أكثر عرضة بثلاث مرات لأن يكونوا في أسفل التقييم الأكاديمي.

وبالطبع لن يكون المكتب العامل المؤثر الأول في نتيجة التلاميذ، فعوامل عدة تلعب دوراً هاماً في نتائجهم، كضعف الإنترنت، وسوء التغذية، والفقر، وعدد أفراد عائلة التلميذ الموجودين معه أثناء مذاكرته أو تلقيه للدرس عن بُعد، إضافةً إلى عوامل خارجية مختلفة. كما أنّ عائلات كثيرة لا تمتلك ترف تخصيص غرفة خاصة لأطفالها كي يتلقوا التعليم عن بُعد فيها بطريقة سليمة.

وبحسب البحث، فإنّ خلق الجو المناسب للتعليم في المنزل، إضافةً إلى تجهيز مكتب خاص بالأطفال هما من العوامل المهمة لنجاح الطفل أكاديمياً.

المساهمون