المغرب يوسع دائرة التطعيم لمواجهة سلالات كورونا المتحورة

09 يوليو 2021
دعت وزارة الصحة لمواصلة الانخراط في عملية التطعيم (جلال مورشيدي/الأناضول)
+ الخط -

قررت السلطات الصحية المغربية، الجمعة، توسيع دائرة المستفيدين من عملية التطعيم ضد فيروس كورونا الجديد حتى عمر الـ 35 سنة، وذلك بالتزامن مع تحذيرات من انتكاسة وبائية جديدة؛ بسبب السلالات المتحورة للفيروس.

وكشفت وزارة الصحة، في بيان، أصدرته مساء الجمعة، عن توسيع الاستفادة من عملية التلقيح ضد كورونا لتشمل المواطنات والمواطنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 و39 سنة، مشددة على "ضرورة الاستمرار في احترام التدابير الوقائية، وذلك قبل وخلال وبعد عملية التلقيح ضد الفيروس؛ للمساهمة في جهود كبح انتشار الفيروس، خاصة في ظل اكتشاف سلالات متحورة بالبلاد".

كما دعت الوزارة الأشخاص الذين تفوق أعمارهم أربعين سنة، ولم يتلقوا جرعات اللقاح بعد، إلى التوجه إلى مراكز التلقيح لأخذ جرعاتهم، مهيبة بجميع الفئات المستهدفة، "مواصلة الانخراط في عملية التطعيم بهدف تحقيق المناعة الجماعية".

وإلى حدود مساء الجمعة، بلغ عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكورونا 10 ملايين و349 ألفاً و861 شخصاً، بينما وصل عدد المتلقين للجرعة الثانية إلى 9 ملايين و220 ألفاً و292 شخصاً، وفق النشرة اليومية لوزارة الصحة حول الوضع الوبائي في المغرب.

ويأتي ذلك، في وقت قررت فيه الحكومة المغربية، أمس الخميس، تمديد مدة سريان مفعول حالة "الطوارئ الصحية" المفروضة في البلاد منذ 20 مارس/ آذار من العام الماضي، لمدة شهر إضافي، وذلك بالتزامن مع تحذير من انتكاسة وبائية جديدة في "حال استمرار لامبالاة المواطنين واستهتارهم وعدم تقيدهم بالإجراءات الوقائية والحاجزية"، بحسب بيان لها.

وكانت الحكومة قد قررت، في 20 مايو/أيار الماضي، تخفيف مدة حظر التنقل الليلي وتقييد حركة المواطنين، ليصبح من الساعة 11 ليلاً إلى الساعة 4.30، بعدما كان من الساعة 20 إلى الساعة 6 صباحاً. غير أنّ الأسابيع الماضية عرفت ارتفاعاً لافتاً في عدد الإصابات والحالات الخطرة، ما دفع السلطات الصحية إلى إصدار تحذيرات متتالية من وقوع انتكاسة وبائية جديدة.

وتبدي السلطات الصحية تخوفها من الوضع المقلق الذي يعيشه المغرب، بعد أسابيع من رفع القيود عن السفر الدولي، وإعادة استئناف الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية، مع الرفع المتقدم لقيود الحجر الليلي والتنقلات الداخلية. 

وزاد من تخوفها ظهور حالات إصابة بالسلالات المتحورة سريعة الانتشار والعدوى، حيث سجلت منظومة اليقظة الجينومية مجموعة من الحالات الناتجة عن السلالات المتحورة، من بينها 43 حالة ناتجة عن المتحور دلتا في أربع جهات بالمغرب.

وفي ظل هذه الأوضاع بدأ سيناريو العودة إلى الحجر الصحي وتشديد الإجراءات الاحترازية بفرض حجر صحي ليوم واحد أو يومين يتردد بقوة، لاسيما بعدما لمح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، خلال انعقاد المجلس الحكومي أمس الخميس، إلى إمكانية عودة إجراءات الحجر الصحي.

ووفق مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء وعضو لجنة التلقيح الوطنية، مولاي مصطفى الناجي، فإنّ "من شأن الحد من حركية المواطنين ليوم أو يومين متتاليين، أن يساهم في تخفيض حالات الإصابة بفيروس كورونا، وذلك من خلال  منع التجمعات والازدحام"، معتبراً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "عطلة نهاية الأسبوع تبقى هي الفترة النموذجية لفرض الحجر الصحي لما تتسم به من حركية كبيرة للمواطنين، خاصة مع تزامنها مع بداية العطلة الصيفية وارتفاع درجات الحرارة".

ومساء الجمعة، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 1250 إصابة جديدة بكورونا  خلال الـ24 ساعة الماضية، مقابل 751 حالة شفاء، وخمس وفيات، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية لحالات الإصابة بالمملكة إلى 539 ألفاً و839 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس/آذار من العام الماضي، و حالات التعافي إلى  523 ألفاً و128 حالة، بنسبة تعافٍ تبلغ 99,6%، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 9351 حالة، بنسبة قدرها 1,7%.

وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة 39 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 279، منها 13 تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، و147 تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي، أما معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19 فوصل إلى 8,8%.

المساهمون