توشحت قرية إغران بمحافظة شفشاون شمالي المغرب، مسقط رأس الطفل ريان أورام، الأحد، بالسواد، وخيّمت عليها أجواء الحزن، في وقت تجرى فيه آخر الاستعدادات لمراسم جنازته، التي لم تستبعد مصادر محلية تحدثت لـ"العربي الجديد" أن تتم يوم غد الاثنين.
ونزل خبر إعلان وفاة الطفل ريان، ليل السبت، بعد محاولات إنقاذ عصيبة واستثنائية امتدت لخمسة أيام، كالصاعقة على عائلته وعلى أهالي قريته، وبدا لافتاً حجم التأثر مضاعفاً بفقده في حديث العديد من أبناء المنطقة مع "العربي الجديد".
يقول الناشط المدني عبد المجيد احارز إنّ "الحزن يخيّم على الجميع في إغران وفي جميع مناطق المغرب وفي العالم، ريان أصبح ابن الجميع وفقده آلمنا كثيراً"، مضيفاً في حديث مع "العربي الجديد": "هذه أول حادثة من نوعها تشهدها المنطقة، لكنها أثبتت قوة التضامن الاجتماعي لدى المجتمع الجبلي (منطقة جبالة شمالي البلاد)".
من جهته، عبّر محمد بوخلف، من أبناء القرية، في حديث مع "العربي الجديد"، عن حزنه العميق بعد وفاة الطفل ريان، وبحرقة قال إنه لم يصدق حتى اللحظة أنّ ريان توفي بهذه الطريقة، لافتاً إلى أنّ أبناء القرية لن ينسوه ما حيوا.
ويقول أحد جيران الراحل، طلب عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد ": "كان أملنا كبيراً في نجاته وأن نراه مرة أخرى بيننا، بعد أن تمكّن رجال الإنقاذ من الوصول إليه، وكنا مترقبين لحظة إخراجه بمشاعر الفرحة والأمل، لكن حكمة الله اقتضت أن يتوفاه".
وقضى المغاربة ليلة حزينة أمس السبت، إذ لم تدم فرحتهم بنجاح فرق الإنقاذ في الوصول إلى الطفل سوى دقائق معدودات، بعد أن ظل عالقاً أكثر من 100 ساعة في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سنتيمتراً، قبل أن يخيّم الحزن إثر إعلان وفاته، في وقت كانوا يمنون النفس بخروجه من غياهب الجب حيّاً.
وأخرجت مأساة الطفل ريان قرية أغران، الواقعة في جماعة تمورت (تعني بالأمازيغية الأرض) من عزلتها وهدوئها، وتحوّلت منذ الأربعاء الماضي إلى قبلة لمئات المغاربة المتضامنين والصحافيين المحليين والمعتمدين.
وشدت قصة سقوط الطفل ريان في بئر عميقة الثلاثاء الماضي، ومحاولات إخراجه من غياهب الجب، أنظار العالم والمغاربة، الذين قضى العديد منهم ليلة بيضاء في متابعة تطورات مساعي الإنقاذ في أنفاسها الأخيرة، ونشروا على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات تتضمن أدعية للطفل بالنجاة.
كما تمكّن الطفل، الذي صمد مدة لم تعرف بعد سقوطه العرضي في البئر العميقة، من توحيد صفوف المغاربة، ومعهم شعوب العالم، حول معنى التضامن والتآزر والتلاحم.
ويستعد المغرب لتشييع جثمان الطفل ريان في جنازة شعبية مهيبة، بعد تحديد أسباب الوفاة من قبل أطباء مختصين.
وكانت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، قد أفادت، الأحد، بأنّ الطفل ريان توفي قبل وصول فرق الإنقاذ إليه.
وقالت الوكالة، عبر موقعها الإلكتروني، إنّ "فرق الإنقاذ تمكّنت من الوصول إلى جثة الطفل ريان وإخراجها بفضل عمل ميداني شاق ومضنٍ وبدون انقطاع ولا توقف دام طيلة خمسة أيام، حيث تم نقلها على متن سيارة خاصة، ثم عبر مروحية طبية تابعة للدرك الملكي".
وباشرت السلطات المغربية في قرية إغران، صباح الأحد، بردم الأشغال التي جرت من أجل الوصول إلى الحفرة المائية التي علق بها الطفل ريان، حيث عادت الجرافات للاشتغال، لكن هذه المرة من أجل ردم الحفرة.