استمع إلى الملخص
- ساهمت منظمات محلية ودولية في تقديم الاحتياجات الأولية، وخصصت مراكز الإيواء للمساعدات، متضمنة السكن والمواد الغذائية والعناية الصحية.
- كشف وزير الإدارة المحلية السوري عن إشغال 16 مركز إيواء من أصل 20، مع تفضيل البعض الإقامة في شقق أو فنادق، بينما تابع بعض النازحين اللبنانيين طريقهم إلى العراق أو الأردن.
عبر أكثر من نصف مليون شخص الحدود اللبنانية إلى سورية هرباً من تبعات العدوان الإسرائيلي، ويشكل السوريون ما تزيد نسبته عن 70% منهم، فيما يشكل لبنانيون ووافدون من جنسيات أخرى النسبة المتبقية.
وهيأت الحكومة السورية منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، عدداً من مراكز الإيواء في مناطق ريف دمشق، وحمص، والساحل السوري، ومناطق بمحافظات أخرى، وركزت اهتمامها على تقديم خدمات الدعم الصحي والإغاثة، وصولاً إلى نقل الوافدين من المراكز الحدودية إلى مراكز الايواء أو الأماكن السكنية المعدة مسبقاً في مناطق مثل القصير والسيدة زينب والحرجلة وغيرها.
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن غالبية السوريين العائدين من لبنان حازوا مساعدات شملت تأمين وسائل النقل إلى محافظاتهم، أو أماكن سكن أقاربهم، بخاصة في مناطق الشمال والشمال الشرقي.
وساهمت منظمات محلية ودولية عاملة في سورية، في مقدمتها الهلال الأحمر ولجان الإغاثة بالمحافظات، إلى جانب منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، في تقديم الاحتياجات الأولية للوافدين، في حين اختصت مراكز الإيواء بتقديم المساعدات للبنانيين.
ويؤكد أحد العاملين في منظمة الهلال الأحمر بريف دمشق، لـ "العربي الجديد"، أن مراكز الإيواء تقدم للبنانيين جميع الخدمات الضرورية، ابتداء من السكن المقبول، والمواد الغذائية اللازمة لكل أسرة، وصولاً إلى العناية الصحية للحالات الطارئة وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأورد الموقع الإخباري "داما بوست" المقرب من النظام السوري، تصريحات لعدد من الأطباء المقيمين بمراكز الإيواء حول الاهتمام الكبير بالمرضى، ووجود طبيب مناوب في كل مركز إيواء، وأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة، وسيارة إسعاف، إضافة إلى نشاط جمعية الأسرة السورية في تقديم الخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية للحوامل والمرضعات، وكذلك العيادة الخاصة بالأطفال التي تعنى بالتغذية والعلاج الوقائي والمكملات الغذائية وبرامج اللقاح بإشراف طبيب مختص وخبير تغذية.
وكشف وزير الإدارة المحلية السوري، لؤي خريطة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن إشغال 16 مركز إيواء من أصل 20 مركزاً مجهزاً، وبرر عدم إشغال بقية المراكز بتفضيل الكثير من الوافدين الإقامة في شقق سكنية أو في فنادق، خصوصاً أن كثيراً من الفنادق استقبلت الوافدين من دون مقابل.
بدوره، أوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة حمص، إسماعيل خليل، أنه تم افتتاح ثلاثة مراكز إيواء جديدة في مدينة حمص، مخصصة للوافدين إلى القصور والبياضة ودير بعلبة، ولم تستقبل هذه المراكز أعداداً كبيرة بسبب استضافة الوافدين في منازل أقاربهم بالعديد من قرى وبلدات المحافظة، مثل الكاظمية والحازمية والإسماعيلية وغيرها.
يقول أحد السوريين العائدين إلى محافظة درعا لـ"العربي الجديد": "عدنا إلى منزلنا الذي تهدم بشكل جزئي في بداية الحرب، وبمساعدة الأهالي والأقارب، قمنا بإصلاح غرفتين والمطبخ والحمام، وتمديد المياه إلى المنزل، وقام بعض الجيران بتأمين احتياجاتنا الأساسية، وطالبت البلدية عبر المواقع الإخبارية المحلية، الوافدين بمراجعتها مصحوبين بالأوراق الثبوتية ليصار إلى مساعدتنا بسلة غذائية وبعض مستحضرات التنظيف. هذا حال كل سوري عائد من لبنان، إذ لا يمكن استقبالنا في مراكز الإيواء المعدة للوافدين، والتي خصصت للبنانيين، إلا في ما ندر، في حين جرى استضافة بعض السوريين في معسكرات الطلائع، وضمن خدمات معيشية وصحية غير مناسبة".
بدورها، تقول الناشطة الإعلامية بصمة وفا لـ"العربي الجديد"، إن "ما يقارب 20 ألف نازح لبناني تابعوا طريقهم بعد أيام من وصولهم إلى سورية نحو العراق، فيما اختار عدة آلاف من اللبنانيين الذهاب إلى الأردن من خلال معبر نصيب". مشيرة إلى أن "النازحين السوريين العائدين من لبنان اعتادوا على النزوح، وأوضاع الكثيرين منهم غير معروفة، فمنهم من اندمج عند أقاربه، ومنهم من سافر إلى الشمال، أو إلى الشمال الشرقي".