المغرب: تحذيرات من استغلال جنسي إلكتروني للأطفال

28 اغسطس 2023
مطالبات بعقوبات رادعة للمعتدين على الأطفال (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

حذرت منظمة تعنى بمناهضة الاعتداءات الجنسية على الأطفال في المغرب من مخاطر الاستغلال الذي يتهدد القاصرين على مواقع إلكترونية مخصصة للتعارف تتيح توفير بيئة للاستغلال، وذلك بالتزامن مع عودة الجدل حول الاعتداءات الجنسية والمطالبات بحماية الأطفال وضمان سلامتهم.
وطالبت منظمة "ماتقيش ولدي" (لا تلمس ولدي)، بوضع قيود على مواقع إلكترونية للتعارف موجهة للقاصرين، كونها تُمكن المتحرشين "البيدوفيل" من استهداف القاصرين، أو استغلالهم جنسياً، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمواقع أوروبية متاحة في المغرب، يؤدي ارتفاع "مثير للقلق" لولوجها من الأطفال والمراهقين إلى خلق بيئة خصبة للاستغلال، ما يعرض السلامة العاطفية والجسدية للقاصرين إلى الخطر.
واعتبرت المنظمة أن الظاهرة باتت تشكل تهديداً، وتطرح أسئلة حول "القدرة على حماية الجيل القادم في العالم الرقمي"، مطالبة بضرورة أن "تتحرك السلطات لإغلاق هذه المنصات الخبيثة، ووضع لوائح صارمة لمنع استغلال القاصرين أو مضايقتهم عبر الإنترنت"، لافتة إلى أن "مجرد وجود هذه المواقع والتطبيقات التي تستهدف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة هو أمر صادم، وغير مقبول".
ويأتي تحذير "ما تقيش ولدي" بعد أيام قليلة من واقعة اعتداء جنسي تعرض لها طفل يبلغ من العمر 9 سنوات من قبل رئيس إحدى الجمعيات الرياضية، خلال رحلة إلى مدينة الجديدة الساحلية، والتي أثارت غضباً شعبياً واسعاً بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر استغلال المتهم للطفل جنسياً بحضور أطفال آخرين، قبل أن تقدم عائلة الطفل الفيديو للجهات الرسمية كدليل على الاعتداء الجنسي، ويتم اعتقال المعتدي ووضعه تحت الحراسة النظرية في انتظار محاكمته.

وحسب التقرير السنوي للنيابة العامة في المغرب، الصادر في يناير/ كانون الثاني الماضي، فإن معدلات العنف الجنسي ضد الأطفال خلال عام 2021، بلغت 47 في المائة، وتم تسجيل 6314 جريمة ارتكبت ضد أطفال، توبع خلالها 6855 شخصاً، من بينها 1779 جريمة تتعلق بهتك عرض قاصر بالعنف، و1031 تتعلق بهتك عرض قاصر من دون عنف، و184 قضية اغتصاب.
وتقول رئيسة منظمة "ما تقيش ولدي"، نجاة أنور، إنه جرى إطلاق عريضة إلكترونية تدعو إلى حجب مواقع إلكترونية للتعارف موجهة للقاصرين، وإن ذلك مرده إلى ما تمثله تلك المواقع من خطورة عبر تركيزها على القاصرين والمراهقين، إذ تحدد بعض المواقع عمر روادها ما بين 13 إلى 25 سنة.
وأوضحت لـ"العربي الجديد"، أن "كثيرا من مواقع التعارف تضم بالغين (بيدوفيل) يترصدون القاصرين من أجل جرهم لعيش مغامرة غرامية، ما يطرح علامات استفهام بشأن تلك المواقع ونواياها. مواجهة استغلال الأطفال والقاصرين عن طريق مواقع التعارف يقتضي توعية أولياء أمور القاصرين بخطورتها، خصوصاً مع سهولة وصول أطفالهم إليها، وعليهم مراقبة حسابات أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي".

ملاحقة المعتدين على الأطفال ضرورة (فاضل سنا/فرانس برس)
ملاحقة المعتدين على الأطفال ضرورة (فاضل سنا/فرانس برس)

وتذهب إلى أنه "يتعين على السلطات حجب جميع المواقع الإلكترونية التي تفتح مجال التعارف بين القاصرين والبالغين، والضغط على شركات وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تشديد الرقابة على مستخدميها من القاصرين والأطفال، ووضع خاصية تتيح للآباء والأمهات المراقبة، فضلاً عن تشديد الرقابة على صحة المعلومات حتى لا يتم انتحال صفة طفل أو قاصر من طرف المتحرشين البالغين".
ووفق دراسة أجريت من قبل جمعية "أمان" المغربية و"المبادرة العالمية للأولاد"، تم الكشف عن نتائجها في يناير الماضي، يتعرض أطفال المغرب للكثير من العنف السيبراني، وتتباين الحالات بين انتشار التهديدات، والتحريض على العنف القائم على النوع، والمضايقات، والتحريض على الانتحار، والتنمر الإلكتروني، والتلاعب النفسي الذي يسمى "الاستمالة"، فضلاً عن الابتزاز الجنسي.

وبحسب الدراسة، فإن حالات العنف تجاه الأطفال تضاعفت بين عامي 2012 و2018، إذ انتقلت الأرقام المعلنة من قبل وزارة الصحة ومنظمة "يونيسف" من 1814 حالة إلى 5069 حالة، وتعرض الأطفال الذكور إلى 57 في المائة من إجمالي حالات العنف، فيما شكلت الإناث 43 في المائة، في حين كانت نسبة المراهقين الذكور الذين تعرضوا للعنف الجنسي 39 في المائة، وشكلت المراهقات 61 في المائة.
وكشفت الدراسة أن 19 في المائة من إجمالي العاملين في الخطوط الأمامية على صعيد حماية الأطفال أشاروا إلى أنهم تعاملوا مع حالات أنشأ فيها الأولاد صورا جنسية أو مقاطع فيديو خاصة بهم وتبادلوها، وأن 17 في المائة من العاملين تعاملوا مع حالات ضحايا الاتجار بالجنس.

المساهمون