كشفت السلطات المغربية، الثلاثاء، عن اعتماد الذكاء الاصطناعي لمواجهة حرائق الغابات، بالتزامن مع توقعات رسمية بتزايد خطر نشوب الحرائق خلال العام الحالي جراء الجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة.
وأعلنت الوكالة المغربية للمياه والغابات (حكومية)، الثلاثاء عقب اجتماع لجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات بالرباط، عن اعتماد المغرب التقنيات الجديدة من خلال تطوير نظام معلوماتي جديد يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإنجاز خريطة لمخاطر حرائق الغابات وإطلاق تنبيهات التدخلات المناسبة وفقا لذلك.
ويوفر هذا النظام الذي يعد الأول من نوعه في حوض البحر الأبيض المتوسط منصة يومية للتنبؤ بحرائق الغابات لمنطقة طنجة تطوان الحسيمة كمنطقة استطلاعية وريادية.
كما يقدم النظام الذي يروم تحسين جودة الوقاية من حرائق الغابات خريطة يومية لدرجات مخاطر نشوب الحرائق وانتشارها بدقة متناهية جداً، مصحوبة بإمكانية تفسير المخاطر، لتوفير معلومات قيمة لفرق المكافحة الموجودة مسبقا في الميدان، مع مراعاة عوامل مثل التغيرات المناخية، والصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، والمعلومات الاجتماعية والاقتصادية، وطبيعة الغطاء الغابوي وحالته.
ويأتي اعتماد الذكاء الاصطناعي، في وقت توقعت فيه الوكالة المغربية للمياه والغابات تزايد خطر نشوب حرائق الغابات هذا الموسم نظرا للجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة.
ولمواجهة خطر نشوب حرائق الغابات، أعلنت الوكالة، في بيان، اتخاد جميع التدابير الاستباقية من طرف الشركاء المعنيين لمواصلة الجهود الرامية إلى تثمين سياسات الوقاية ومكافحة حرائق الغابات.
ولهذا الغرض، خصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات للوقاية من الحرائق غلافاً مالياً يقدّر بـ 200 مليون درهم (20 مليون دولار) لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقاط المياه مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة للمراقبة، وتوسيع الحراجة الغابية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المسالك، وكذلك شراء سيارات جديدة للتدخل الأولي.
ويعتبر المجال الغابوي بالمغرب، وفق الوكالة، فضاء طبيعياً مفتوحاً، ويتعرض لعدة ضغوطات تؤثر سلباً على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، إذ ينتج عن هذا الضغط زيادة خطر اندلاع الحرائق، خاصة أن الغابات المغربية، مثل نظيراتها في البحر الأبيض المتوسط، تتميز بقابلية اشتعال مرتفعة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة والساخنة من نوع "شرقي".
تسجيل نحو 500 حريق العام الماضي
من جهة أخرى، كشفت حصيلة حرائق الغابات للموسم الماضي 2022 بالمملكة المغربية عن تسجيل ما يقرب 500 حريق أتى على 22762 هكتاراً من المساحة الغابوية، 37 بالمائة من هذه المساحات المحروقة عبارة عن أعشاب ثانوية ونباتات موسمية.
وبالاعتماد على التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق، في الموسم السابق تأتي جهة طنجة تطوان - الحسيمة في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق بـ 188حريقاً، أتت على 18704 هكتارات، تليها جهة فاس - مكناس بـ99 حريقاً اجتاحت 1775 هكتاراً من المساحة الغابوية.
ويفسر هذا التوزيع بالكثافة العالية للغطاء الغابوي بهذه المناطق، والظروف المناخية الجافة خلال موسم الصيف، وكذلك ارتفاع الضغط البشري على الموارد الغابوي، تقول الوكالة.
وتعرض المغرب، السنة الماضية، لموجة حر شديدة، حيث شهدت العديد من المناطق ارتفاع درجات الحرارة بشكل لافت تراوحت ما بين 40 و48 درجة مئوية، في حين كانت قد سجل عام 2022 درجات حرارة قياسية هي الأعلى منذ عام 1925، تراوحت بين 46 و49.3 درجة بالمحافظات الوسطى والجنوبية، وفق المديرية العامة للأرصاد الجوية.
ويشهد المغرب سنوياً حرائق بالغابات التي تغطي نحو 12 بالمائة من المساحة الإجمالية للبلاد، وكذلك واحات النخيل بالجنوب الشرقي.