المساعدات تُنقذ الشعب الأفغاني

10 يناير 2022
أفغان يحصلون على مساعدات غذائية (جافيد تانفير/ فرانس برس)
+ الخط -

في ظلّ تجميد الأصول الأفغانية في الخارج، وعدم اعتراف المجتمع الدولي بحكومة حركة طالبان، تتدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير في البلاد. وبات المجتمع الدولي، وخصوصاً المنظمات الدولية، يسعى إلى تأمين المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني. وتعهدت هذه المؤسسات بمواصلة الدعم الإنساني من خلال قنوات مختلفة، في وقت يعمل المجتمع المحلي على إيصال المساعدات إلى المحتاجين.
في العاصمة كابول، وعلى الرغم من أنّ الأوضاع المعيشية أفضل نسبياً، مقارنةً بالولايات الأخرى، يلاحظ ارتفاع في نسبة الفقر، بالإضافة إلى تزايد أعداد المتسولين في الشوارع. ويقول عبد الله همتي، الذي يوزع الخبز على المحتاجين في كابول، إنّ الفقر والبطالة إلى ارتفاع في العاصمة ومختلف الولايات من دون استثناء.
ويوضح في حديثه لـ "العربي الجديد": "يومياً، نوزع الخبز على 300 أسرة في غرب العاصمة كابول. وتكفّل بعض أثرياء البلاد في دعم المشروع، إذ تحصل كل أسرة على ما بين ستة إلى عشرة أرغفة، بحسب حاجتها". ويؤكد أنّ أعداد الفقراء كبيرة، علماً بأنّ الإمكانات هشة. 
وفي عملها، تركز المنظمات المحلية والدولية على مساعدة الناس في الولايات أكثر من العاصمة، لكونها أكثر تضرراً من جراء الحروب التي شهدتها البلاد على مدى العقود الأربعة الماضية. ففي ولاية أوروزغان (جنوبي أفغانستان)، وزعت إدارة الشهداء والمعوقين المحلية مساعدات مالية على 700 أسرة فقدت أحد أفراد أسرتها بسبب الحروب. وقال رئيس الإدارة المحلية عظيم آغا إن أحد الأثرياء المغتربين تبرع بالمال. وفي التفاصيل، حصلت كل عائلة فقد أحد أفرادها على سبعة آلاف أفغانية (70 دولاراً)، وحصل الشخص المعوق على ستة آلاف أفغانية (60 دولاراً). وطالب التجار وأثرياء البلاد بمساعدة فقراء البلاد خلال هذه الفترة العصيبة، لافتاً إلى أن الشعب الأفغاني يمر بمرحلة صعبة للغاية، في وقت تبذل حكومة "طالبان" جهدها للخروج من هذه الأزمة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي ولاية هلمند الجنوبية، التي كانت ساحة للمعارك بين "طالبان" والحكومة على مرّ السنوات الماضية، وزعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئبن مساعدات مالية قدرها 265 دولاراً على 1452 عائلة (حدّدتها إدارة النازحين المحلية) شردتها المعارك خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت سيطرة "طالبان" على السلطة.
في هذا السياق، يقول الناشط مولوي الله داد إن الإدارة اختارت تلك الأسر بكل شفافية، ومعظمها شردت من جراء الحرب، مشيراً إلى أهمية هذه المساعدات النقدية. ويشير إلى توزيع مساعدات في ولاية ننغرهار شرقي البلاد، وذلك بالتنسيق مع منظمة الإغاثة الإسلامية. وغطت حملة المساعدات 608 أُسَر نزحت من جراء الحروب.
من جهته، يقول رئيس مؤسسة "إسلامك ريليف محمد" حليم مموزاي، إنّ كلّ أسرة حصلت على حقيبة مساعدات تضم الأرز والسكر والزيت والدقيق وغيرها من الأساسيات الغذائية التي تقدر قيمتها بعشرة آلاف أفغانية (نحو 100 دولار)، مشيداً بدور الحكومة المحلية في توزيع المساعدات والتعاون مع المؤسسات المعنية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

في المقابل، يشكو مواطنون عدم وصول هذه المساعدات إلى العائلات التي تستحقها، أي الأكثر فقراً منها. ويقول حكمت الله علي لـ "العربي الجديد"، وهو من سكان مديرية سرجنكل (إقليم سيستان)، إن المساعدات توزع في هذه الولاية بشكل غير نزيه وغير شفاف، إذ يركز المسؤولون في المؤسسات المعنية على توزيعها على أقاربهم وعشائرهم بدلاً من إيصالها إلى الأشخاص الأكثر حاجة. ويطالب "طالبان" بالعمل على ضمان وصول المساعدات إلى الفقراء والنازحين داخلياً، مؤكداً أن سكان المديريات في هذه الولاية فقراء ويستحقون الكثير من الدعم.
وعلى الرغم من وجود مشاكل وشكاوى، يتحدث ناشطون ومؤسسات إنسانية عن أهمية تلك المساعدات في تخفيف المعاناة التي يعيشها الشعب الأفغاني في هذه الفترة الحساسة. ويقول الأستاذ الجامعي كفايت الله حفيظ: "في ظل المتغيرات الأخيرة وتجميد الأصول الأفغانية وعدم اعتراف المجتمع الدولي بحكومة طالبان، زادت نسبة الفقر في البلاد بدرجة كبيرة، وبالتالي، تعد المساعدات الدولية أساسية لخروج البلاد من المأزق المعيشي".

المساهمون