تبيّن أن ثمة صعوبة بالغة في إيجاد رابط بين اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وحدوث اضطرابات كبيرة أثناء الدورة الشهرية، على ما أفادت الخميس إحدى أكبر الدراسات التي تناولت حتى الآن موضوعاً أثار تساؤلات عدة منذ بدء حملات التلقيح.
وخلص معدّو الدراسة المنشورة في مجلة "بريتيش ميديكل جورنل" إلى عدم وجود "أساس قوي لصلة سببية بين اللقاحات المضادة لفيروس سارس كوف 2 واستشارة طبيب بسبب حدوث اضطراب أو نزف أثناء الدورة الشهرية".
The findings of this new study do not provide substantial support for a causal association between SARS-CoV-2 vaccination and healthcare contacts related to menstrual or bleeding disordershttps://t.co/Tsw2hjIiIz
— The BMJ (@bmj_latest) May 4, 2023
واستندت الدراسة إلى البيانات الصحية لنحو ثلاثة ملايين امرأة سويدية، أي 40% من الإناث في السويد، وهو ما جعل نطاق هذا العمل البحثي واسعاً.
ومنذ بدء حملات التلقيح ضد كوفيد-19 قبل نحو عامين ونصف عام، أبلغت نساء كثيرات عن حدوث اضطرابات خلال دوراتهن الشهرية.
واستناداً إلى ما أفادت به هؤلاء النساء، خلصت وكالة الأدوية الأوروبية إلى وجود نزف حيض غزير كأثر جانبي يُحتمل حدوثه عقب تلقي لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال، أي لقاحي "فايزر-بيونتك" و"موديرنا".
إلا أنّ هذه اضطرابات تفيد بها النساء بشكل فردي، مع العلم أنّ الاضطرابات التي تحدث أثناء الدورة الشهرية تتسبب بها عوامل عدة، فيما تختلف فترة الدورة من امرأة إلى أخرى.
ويُعد العمل البحثي الجديد إحدى أولى الدراسات واسعة النطاق التي تحاول تحديد احتمال وجود رابط سببي بين التلقيح واضطرابات الدورة الشهرية.
ولدى النساء اللواتي هنّ في سن الحيض، لم تظهر صلة واضحة بين تلقي لقاحات "فايزر-بيونتك" "موديرنا" و"أسترازينيكا" واستشارة اختصاصي في المجال الصحي عن معاناتهنّ من اضطرابات أثناء الدورة الشهرية.
وتستند هذه النتائج إلى ما إذا كانت احتاجت النساء استشارات مماثلة، ولا تشمل تالياً اضطرابات الدورة الشهرية التي لم تستدع تواصل المرأة مع طبيب مختص.
وفي حديث إلى وكالة "فرانس برس"، قال ريكارد لجونغ، أحد معدي الدراسة الرئيسيين، إنها تُبيّن أنّ أي اضطرابات قد تحدث أثناء الدورة الشهرية، لا تبدو بدرجة خطورة تستدعي استشارة طبيب".
أما لدى النساء بعد انقطاع الطمث، فأثبتت الدراسة وجود رابط بسيط بين التلقيح واستشارة طبيب بشأن نزف تعرّضت له النساء.
وأكد الباحثون أنّ هذا الرابط "ضعيف وغير موحّد" ولا يتماشى مع فرضية وجود علاقة سببية بين التلقيح واستشارة طبيب في شأن اضطرابات.
(فرانس برس)