اللاجئ الأفغاني محمد عثمان: الحياة في باكستان مرهقة

05 يناير 2023
ينتقد محمد عثمان الملاحقات الأمنية بحجج مختلفة للحصول على المال (العربي الجديد)
+ الخط -

 

في خضم الحملات المتواصلة لأجهزة الأمن الباكستانية ضد اللاجئين الأفغان باتت شريحة العمال تحديداً بين الأكثر تضرراً، وبينهم محمد عثمان الذين قدم مع إخوانه الخمسة وأخواته الأربع من أجل كسب الرزق بعد التغيّرات الأخيرة التي شهدتها أفغانستان، واستقروا في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام أباد.

ويعمل عثمان أجيراً يومياً مقابل 800 روبية باكستانية (3.56 دولارات أميركية)، لكنه قد لا يجد مكسب رزق أحياناً، وهي حال أخويه الكبيرين، في حين يلازم أخواه الصغيران المنزل.

يقول عثمان لـ"العربي الجديد": "الحياة في باكستان أصعب للأفغان مما يمكن تصوره، وسط الملاحقات الأمنية بحجج مختلفة للحصول على أموال، والسخرية والغلاء. وفي الفترة الأخيرة، جرى زج الأفغان لفترات طويلة في السجون، ما أرهقهم في شكل كبير، وأنا أحدهم، علماً أنني أخاف أن أواجه الشرطة حين أخرج صباحاً لأنني جئت إلى باكستان بطريقة غير شرعية، تحت ضغط الفقر والبطالة، ولا أملك تأشيرة أو جواز سفر".

يضيف عثمان: "لم أتزوج حتى الآن رغم أنني في الـ 27 من العمر، علماً أن الشاب الأفغاني يتزوج باكراً إذا كان لا يدرس ويعمل. وبسبب الفقر لن أستطيع فعل ذلك في القريب العاجل".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويقول محمد مختار، والد عثمان، لـ"العربي الجديد": "توقف الحياة أحياناً الإنسان في منعطف حساس، وتجعله في حيرة كبيرة. لا نعرف من أين نبدأ حياتنا في باكستان وكيف نفعل ذلك. في أفغانستان كانت حياتنا جيدة ولا بأس بها، قبل أن يصبح جميع أبنائي بلا عمل واضطروا للمغادرة قبل أشهر والقدوم إلى باكستان بأمل إيجاد مخرج. وقد تغيّر الوضع هنا، ووجد أبنائي العمل، لكن المشكلة تتمثل في طريقة تعامل الشرطة مع الأفغان عموماً".

ويشير الوالد إلى أنه "عندما نسمع في المنزل أخبار اعتقال مئات من اللاجئين الأفغان نقلق لأنهم أبناء بلدنا من جهة، ومن جهة أخرى لأننا نخشى أن يواجه أولادنا المصير نفسه، ونحن لا نملك أموالاً كي ندفعها للشرطة لإخراج أولادنا من سجون تشهد ظروفاً قاسية جداً".

وحول العودة إلى أفغانستان يقول محمد: "البلاد مثل الأم. لا حياة بعيداً عنها، لكننا اضطررنا إلى مغادرتها. وإذا تحسن الوضع سنرجع، لكن البطالة متفشية حالياً والوضع المعيشي هش فلا نتوقع أن نرجع طوعاً، أما إذا فعلت الحكومة الباكستانية ما فعلته بمئات آخرين اعتقلتهم  وزجتهم في السجون ثم رحلتهم فسنعود شئنا أم أبينا، وحينها سنفكر أن ندبر حياتنا هناك، ولن نعود مجدداً إلى باكستان".

المساهمون