اللاجئة ميسر إبريق... إبن عمي علّمني القراءة والكتابة

22 ديسمبر 2022
اللاجئة الفلسطينية ميسر إبريق (العربي الجديد)
+ الخط -

تتذكر ميسر إبريق، المتحدرة من بلدة كويكات الفلسطينية، والمقيمة في مخيم برج البراجنة، ما كانت ترويه أمها عن أسباب اللجوء، وذكريات فلسطين. "أخبرتني أمي كيف كان الناس يعيشون قبل النكبة من خيرات أرضهم، يقيمون الأعراس لليال طويلة، وليس لديهم هموم تذكر. كان والدي يزرع أرضه، وفي موعد الحصاد يجني ما تعب من أجله".

ما زالت الحاجة ميسر تذكر ما جرى عندما غادرت فلسطين، تقول: "هربنا من بطش الصهاينة، وعندما وصلنا إلى بلدة طير حرفا، صرت أبكي لأنني كنت جائعة. بقينا في طير حرفا عشرين يوماً، وبعدها انتقلنا إلى بلدة العباسية، وعشنا فيها لمدة طويلة، وبعدها انتقلنا للعيش في منطقة القاسمية في جنوب لبنان". تتابع: "في العباسية لم تكن توجد مدارس تابعة لوكالة أونروا، فعلمني ابن عمي القراءة والكتابة، وعندما انتقلنا للعيش في القاسمية، التحقت بالمدرسة، ثم تركتها عندما بلغت السابعة عشرة بعد خطبتي لابن عمي، وعندما تزوجت انتقلت للعيش معه في منطقة الغبيري في بيروت".
تضيف: "تركنا كلّ ما نملك في فلسطين، هربنا بالملابس التي كانت على أجسادنا، ولأنّنا لم نسكن المخيمات الفلسطينية، لم تكن مساعدات أونروا تصلنا، فعمل والدي بالزراعة. عانينا كثيراً من ظروف المعيشة الصعبة، والأوضاع اليوم أسوأ مما كانت عليه حين وصلنا إلى لبنان".

تقول: "انفصلت عن زوجي قبل عشرين سنة بسبب ظروف عائلية، فانتقلت للعيش في بيت أهلي، وكان أخي هو من يؤمن مصاريفي أنا وأولادي، وكان في ذلك الوقت يعمل كهربائياً، وبالتالي بقيت في البيت لأربي أولادي، ولدي ثلاث بنات متزوجات وابنان، واثنتان من بناتي ماتتا شابتين".
وتروي: "حين كنت أسكن في الغبيري مع زوجي، حصلت حروب المخيمات، وكان أهلي يختبئون في الملاجئ، وكانت المخيمات حينها محاصرة، وكنت أود إدخال طعام لهم، وفي محاولتي لدخول المخيم أوقفني مسلحون، ومنعوني من الدخول، وبعد إلحاحي سمحوا لي بعد أن أخبروني أنهم لا يتحملون مسؤولية إصابتي برصاصة قناص، فجازفت ودخلت، ووصلت إلى أهلي، وأعطيتهم الطعام والمال، ثم خرجت ورجعت إلى بيتي". تواصل: "عانينا الكثير خلال حرب المخيمات، فأصيب أخي في قدمه، وكان في الثانية عشرة من عمره، وبعد نقله إلى المستشفى للعلاج، تقرر بتر قدمه، لكنه تابع حياته".

وتختم الحاجة ميسر: "ليتني أرجع إلى فلسطين. كل يوم أتصل بأفراد عائلتي الذين ظلوا في البلد صباحاً، فيدعوني لاحتساء القهوة معهم، فأقول: ليت ذلك كان ممكناً. إن شاء الله تُفتح الطرق ونذهب. زرت فلسطين في السابق، لكنّي أتمنى العودة إليها".

المساهمون