ميسرة أبو سعيد: حلم بالعودة إلى فلسطين

22 يونيو 2022
اختبرت جيداً مرارة اللجوء (العربي الجديد)
+ الخط -

خرجت ميسرة عبد الرحيم أبو سعيد من قرية الكابري الفلسطينية (شمال شرقي عكا) قبل أن تكمل عامها الأول. في ذلك الوقت، لم تكن تدرك ما يدور من حولها، لكنها عرفت لاحقاً أنها تعيش مرارة اللجوء. وتقول أبو سعيد التي تقيم في بيروت: "عندما ترك أهلي فلسطين متوجهين إلى لبنان، خرجوا منها سيراً على الأقدام، واختبرت العائلة التشرّد والانتقال من مكان إلى آخر في محافظة البقاع. وبعد زواجها، انتقلت للعيش مع زوجها في بيروت، لكن أهلها ما زالوا يعيشون في البقاع حتى اليوم". تتابع: "كانت حياتنا صعبة في البداية وخصوصاً أننا خرجنا من دون أن نأخذ شئياً معنا. أشفقت عائلة على أهلي وقدمت لنا منزلاً من دون مقابل مادي. لم نسكن في الشوادر حالنا حال بقية اللاجئين. بالإضافة إلى البيت، قدمت لنا العائلة المواد الغذائية. عشت بداية حياتي في البقاع إلى أن تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجي في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في الضواحي الجنوبية لبيروت".

وتقول أبو سعيد: "تعلمت حتى الصف الخامس الأساسي بسبب الظروف الصعبة التي كنا نعيشها. عمل والدي في البناء ليعيلنا، فيما عملت أمي في إعداد الأطعمة وبيعها". تضيف: "عملت وأشقائي في الزراعة حين كان عمري عشر سنوات. عملت بقطف الذرة والخيار والطماطم وغيرها من الخضار والفاكهة. وكان والدي يربي الخراف والدجاج".

حين تزوجت أبو سعيد، لم يكن لدى زوجها، وهو ابن عمها، منزل. إلا أن أشقائها بنوا لها منزلاً في المخيم. ومع بداية العمل الفدائي الفلسطيني، التحق زوجها بالثورة الفلسطينية. "وفي وقت لاحق، وبسبب خلافات بين الفصائل، أراد البعض قتله فعمدنا إلى تهريبه وبقيت أنا وأولادي في البيت، علماً أن الأشخاص الذين تهجموا على بيتنا كانوا يطلبون المساعدة من زوجي بشكل دائم". تتابع: "أنجبت 11 ولداً إلا أن البعض توفي وبقي 6 أولاد. عملت مدة تسع سنوات في التطريز، وربيت أولادي وحدي بسبب غياب زوجي والتحاقه بالعمل الفدائي ثم سجنه". 

وتوضح أبو سعيد: "في وقت لاحق، تم الهجوم على بيتنا بسبب خلاف سياسي، ثم أخرجنا منه. وانتقلنا للعيش في منطقة حارة حريك (جنوب بيروت) وما زلت أقيم فيها مع زوجي. فتحنا محلاً للعصير ومطعماً على مقربة من جسر المطار، إلا أنهما دمرا بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان. في ذلك الوقت، كنا نطهو للفدائيين ونقدم لهم وجبات الطعام". تضيف: "علمت جميع أولادي الصبيان ويعيشون اليوم في كندا، فيما أنهت الفتاتان البكالوريا. أما أنا وزوجي، فما زلنا في لبنان وقد عشنا حياة اللجوء والمخيمات، فيما دفعت الظروف أولادي إلى الهجرة ليبنوا المستقبل الذي يريدونه". وعلى الرغم من أنها لم تعرف فلسطين، إلا أنها تحلم باليوم الذي ستعود فيه إليها. فلسطين تبقى بلدي ووطني والغربة صعبة". 

المساهمون