الكويت: انتقادات للسلطات جراء انتحار بائع خضار من البدون

30 مارس 2021
انتقادات في الكويت لطريقة تعامل السلطات مع فئة البدون (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، في بيان رسمي لها الاثنين، وفاة شاب من فئة البدون يبلغ من العمر 26 عاماً منتحراً، بعد شنقه نفسه على غصن شجرة، بجانب خيمة يسكنها هو وشقيقه خلف سوق الخضار، حيث كانا يسكنان فيها بسبب قربها من السوق، الذي يقومون بتحصيل الخضار منه وإعادة بيعه كباعة متجولين في الكويت.

وقالت وزارة الداخلية في بيانها "إن التحري لا يزال متواصلاً لمعرفة الأسباب التي دفعت الشاب للانتحار"، لكن "العربي الجديد" حصلت على قصة الانتحار كاملة، والتي انتهت بدفن الشاب يعقوب مفرح عبد الله في مقبرة الصليبخات، الاثنين.

وقال ابن عم للشاب المنتحر، لـ"العربي الجديد"، إن يعقوب من مواليد عام 1995، وهو ابن لعسكري سابق في الجيش الكويتي وحفيد لعسكري في الجيش الكويتي أيضاً، وشارك جده في الحروب العربية التي خاضتها الكويت عام 1973، لكن والده وجده سُرحا من وظيفتهما العسكرية عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990".

وأضاف ابن عم المنتحر لـ"العربي الجديد": "كان يعقوب يعمل مع شقيقه الأصغر بائعَ خضار ويسكن مع عائلته، المكونة من 11 شخصا في بيت عربي قديم مؤجر في منطقة الدوحة في الكويت، لكنه كان يقيم بشكل شبه دائم في خيمة وضعت خارج سوق الخضار، في منطقة الصليبية، وذلك ليحجز مكاناً كل صباح في مزادات بيع الخضار، التي يقوم بشرائها ثم إعادة بيعها في الشوارع".

ويضيف أن الشاب المنتحر "كان مستقراً على الصعيد النفسي، لكن سبب انتحاره كان الفقر الشديد الذي تعاني منه عائلته والضغط النفسي الذي يعانيه نتيجة إلقاء مسؤولية 11 شخصا عليه وعدم حصوله على وظيفة مناسبة، سوى البيع المتجول، وهي وظيفة غير ثابتة وتؤدي غالباً إلى جعل الشخص مطارداً من قبل البلدية والأجهزة الأمنية".
وأكد مصدر في وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد" أن الشاب المنتحر لم يكن يعاني من أي أمراض نفسية أو سجل في تعاطي المخدرات، وأن التحقيقات الأولية أشارت إلى أنه قام مبكراً بالخروج من الخيمة، بينما كان أخوه نائماً، واتجه إلى شجرة قريبة وشنق نفسه بها، وأن أخاه لم يكتشف موته إلا بعد وصول الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادثة".

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات حادة لتعامل الجهاز المركزي في معالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية (البدون)، وما وصفه نشطاء بسياسة الإفقار المتعمدة والتي أدت إلى انتحار 7 أشخاص في أقل من سنتين، ومن بين هؤلاء طفل يبلغ من العمر 11 عاماً بسبب ظروف عائلته الاقتصادية الصعبة.

ونشرت خدمات إخبارية كويتية مقاطع فيديو مصورة للخيمة التي كان يسكنها الشاب البدون الذي انتحر، وصوراً لسيارته التي كان يعمل عليها.

دلالات
المساهمون