"الكوليرا" يواصل تفشيه في سورية: تلوث نهر الفرات يضاعف الإصابات

29 نوفمبر 2022
تلوث المياه مصدر رئيسي لانتشار الكوليرا في سورية (أرشيف/رامي السيد/ Getty)
+ الخط -

يواصل الكوليرا انتشاره بشكل كبير في المحافظات السورية، فيما بدأ عداد الوفيات الناتجة عن المرض بالارتفاع في شمال غرب سورية، بحسب مصادر طبية عدة تحدثت لـ"العربي الجديد".

وقال حسن المحسن، العامل في القطاع الصحي بمحافظة إدلب الواقع تحت سيطرة المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد الوفيات الناتجة عن وباء الكوليرا في مناطق شمال غرب سورية وصل إلى 12 حالة، بحسب شبكة الإنذار المبكر المختصة في عملية رصد المرض وانتشاره".

وأضاف المحسن أن "عدد الأشخاص الذين أثبتت إصابتهم بالكوليرا بلغ 418 شخصا، فيما وصل عدد المشتبه بإصابتهم إلى 17414 شخصا في عموم مناطق سيطرة المعارضة السورية، وفق الشبكة".

وأبدى المحسن تخوفه الكبير من انتشار المرض بشكل متسارع في المنطقة، مؤكدا أن نسبة كبيرة من الإصابات سجلت داخل مخيمات اللاجئين التي قد تشهد في الأيام القادمة كارثة إنسانية إذا لم يتم تدارك الوضع والحد من انتشاره".

وقال  حميد قطيني، المتطوع في منظمة "الدفاع المدني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إن "فرق التوعية في الدفاع المدني تعمل على نشر التوعية في مخيمات النازحين والمدارس لمحاولة الحد من انتشار الوباء في المنطقة".

وبحسب قطيني، فإن "حملات التوعية تنص على نقل رسائل صحية وطرق الوقاية للمدنيين والتصرف بحال حدوث أعراض أو إصابة".

وفي بيان منفصل لشبكة "الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة"، نشر اليوم الثلاثاء على قناتها في تليغرام، أعلنت عن ارتفاع عدد المشتبه بإصابتهم بالمرض في مناطق شمال شرق سورية ليصل إلى 25536 شخصا، فيما بلغ عدد الوفيات 30، أما عدد الذين تأكدت إصابتهم فبلغ 162 شخصا".

أما في مناطق سيطرة النظام السوري، فأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، يوم السبت الماضي، عن وصول عدد المصابين في مناطق نفوذها إلى 1529 شخصا، منهم 933 في محافظة حلب وحدها، التي تعتبر المحافظة الأكثر خطورة وانتشارا للوباء.

وأضافت الوزارة أن عدد الوفيات بلغ 49، وزعت على الشكل التالي: 40 في محافظة حلب، و2 في دير الزور، و4 في الحسكة، و3 في كل من حمص ودمشق وحماة.

يُذكر أنّ مصادر طبية مطلعة كانت قد اتّهمت النظام السوري في وقت سابق بإخفاء الأرقام الحقيقية للمصابين بالكوليرا في مناطق سيطرته. من جهته، اتّهم النظام في تصريحات له، الأسبوع الماضي، منظمة الصحة العالمية بـ"تضخيم الموضوع".

وتشهد محافظات سورية ارتفاعاً في الإصابات بمرض الكوليرا، وتُعَدّ المناطق الواقعة شمال شرقي البلاد الأكثر تعرّضاً للخطر بسبب تلوّث أجزاء من مياه نهر الفرات، فيما تبقى الأنظار موجّهة إلى مخيّمات النازحين في شمال غرب البلاد التي تفتقر إلى أدنى مقوّمات العيش.

المساهمون