يستمرّ انتشار مرض الكوليرا بشكل كبير في مختلف المحافظات السورية في الوقت الذي حذرت فيه الأمم المتحدة، في بيان، من التفشي السريع للمرض في البلاد، مطالبة بتقديم المساعدات المالية ووضع خطة تمتد لفترة ثلاثة أشهر لمساعدة أكثر من 5 ملايين نسمة، من خلال تقديم المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
وقال مدير المكتب الإعلامي لمديرية "صحة إدلب الحرة" عماد زهران، لـ"العربي الجديد"، إن "مديرية صحة إدلب سجلت ارتفاعاً كبيراً في معدلات الإصابة بالكوليرا في مناطق شمال غرب سورية، وبلغ عدد المشتبه بإصابتهم 3783 شخصاً".
وأضاف أن "عدد الحالات التي ثبتت إصابتها بالمرض بلغ 197 شخصاً، فيما سجلت وفاة ثلاثة أشخاص متأثرين بالمرض منذ بداية تفشيه في المنطقة وحتى تاريخ يوم أمس الخميس، 27 أكتوبر/ تشرين الأول".
وفي السياق، قال عبد الرزاق الخليل، العامل في مجال رصد الأوبئة، لـ"العربي الجديد"، إن "شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة سجلت، يوم أمس الخميس، 459 شخصاً مشتبهاً بإصابتهم في مناطق شمال شرق سورية، ليصل عدد المشتبه بإصابتهم في المنطقة إلى 17225 شخصاً".
وأفاد بأن "عدد الوفيات من جراء الإصابة بالمرض في المنطقة ذاتها بلغ 29 شخصاً، فيما وصل عدد الأشخاص المؤكدة إصابتهم إلى 152 نسمة".
وفي مناطق شمال شرقي سورية، وصل عدد المصابين بالمرض إلى 38 شخصاً، وعدد المشتبه بإصابتهم إلى 475، وسجلت حالتا وفاة منذ بداية تفشي الكوليرا في المنطقة، بحسب تقرير لـ"شبكة الإنذار المبكر" نشر على حسابها الرسمي على "تلغرام".
ويوم الأحد الماضي، أعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين بالكوليرا في مناطق نفوذها بلغ نحو 942 شخصاً، ورصدت وفاة 44 شخصاً نتيجة المرض.
وسبق أن حذرت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب "الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" (أوتشا)، رينا غيلاني، من أن الكوليرا ينتشر بسرعة في جميع أنحاء سورية، وقد تفاقم الوضع بسبب النقص الحاد في المياه في البلاد.
وأضافت غيلاني أنه "تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة متشبه بإصابتها بالكوليرا، وتم تأكيد الحالات الآن في جميع المحافظات الـ14. ولقي ما لا يقل عن 80 شخصاً مصرعهم حتى الآن. هذه مأساة لكن لا ينبغي أن تكون مفاجأة".
وأشارت الغيلاني إلى أن "الخطة الخاصة بالاستجابة للكوليرا في سورية تتطلب 34.4 مليون دولار لمساعدة 162 ألف شخص بخدمات الصرف الصحي و5 ملايين شخص بالمياه والصرف الصحي والنظافة".
وأشارت الغيلاني إلى أن "صندوق المساعدات الإنسانية لسورية والصندوق الإنساني عبر الحدود لسورية سيوفران حوالي 10 ملايين دولار للشركاء في جميع أنحاء البلاد".
وتشهد محافظات سورية ارتفاعاً حاداً في معدل الإصابات بمرض الكوليرا، وتعد مناطق شمال شرق البلاد الأبرز خطورة بسبب تلوث أجزاء من مياه الفرات، فيما تبقى الأنظار على مخيمات النازحين شمال غرب سورية التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.