الكوليرا يتفشى في مناطق شمال غربي سورية

26 سبتمبر 2023
حملة تطعيم سابقة ضد الكوليرا في مخيم شمال غربي سورية (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت شبكة "الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة" في سورية، أمس الاثنين، عن تسجيل 8 حالات جديدةٍ بالكوليرا، ليصبحَ إجمالي الإصابات المؤكّدة 1085 حالةً، بالإضافة إلى مزيد من الحالات التي يُشتبه في إصابتها في مناطق شمال غربي سورية، الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

وأضافت الشبكة التي تُعنى بترصد ومراقبة الأمراض الوبائية، أنه تم توثيق 465 حالة يُشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا، يوم السبت الماضي، ما يرفع حصيلة الحالات المشتبه بها إلى 148 ألفاً و37 حالة.

والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا. ولا يزال المرض يشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي تقرير سابق، حذّرت مؤسسة الدفاع المدني السوري، من تزايد انتشار مرض الكوليرا في مناطق شمال غربي سورية، الذي من شأنه أن يُهدد حياة سكان المنطقة، بسبب ضعف البنية التحتية، وإنهاك القطاع الطبي وفقدان مقومات الحياة.

وأوضح الدفاعُ المدني، أنَّ المنطقةَ والمخيماتِ تعيش ظروفاً سيئةً مع طولِ سنوات الحرب مع نظام الأسد وروسيا، وزادتها معاناة زلزالُ السادس من فبراير/ شباط الذي ضربَ المنطقةَ، وسطَ عجزٍ في تقديم العون للمحتاجين.

من جهته، قال الممرض صفوان السلوم العامل في مشفى إدلب المركزي، لـ "العربي الجديد"، إنه يخشى تفشي المرض بشكل أكبر وسط الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان في المنطقة.

وأشار إلى أنّ شح مصادر المياه وقلة وسائل الوقاية، والصرف الصحي المكشوف وتوقف دخول المساعدات الإنسانية الأممية عبر الحدود، بسبب "الفيتو" الروسي، كلها عوامل تزيد من انتشار المرض واستفحاله.

ولفت إلى ضرورة العمل الجاد من أجل القضاء على أسباب تفشي الكوليرا عبر تكاتف الجهود المحلية والدولية، ما من شأنه محاصرة المرض وانحساره والحد منه.

وأعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، في وقت سابق، أنّ مناطق شمال غربي وشرقي سورية تواجه خطر تفشي الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد بالاستجابة الإنسانية وأسباباً أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سورية.

وتعرّض الآلاف في مناطق شمال غربي سورية للإصابات بمرض الكوليرا، الذي تسبّب بوفاة العشرات، في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وعجز الإدارات المحلية والمنظمات عن وقف تفشيه، وبخاصة في مخيّمات المهجّرين التي تفتقر إلى شروط النظافة.

وتشهد سورية منذ سبتمبر/أيلول 2022، تفشياً للكوليرا في عدة محافظات سوريّة، للمرة الأولى منذ عام 2009، ويظهر المرض عادة في مناطق سكنية تعاني شحاً في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي.

المساهمون