القنابل العنقودية ومخلفات الحرب.. خطر مستمر يهدد حياة السوريين

02 يناير 2023
تشكّل مخلفات الحروب في الأراضي الزراعية مصدر قلق للسوريين (الخوذ البيضاء/فيسبوك)
+ الخط -

تتكرر مخاوف محمد الخالد، أحد أبناء منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، شمال غرب سورية، مع اقتراب أي موسم للعمل في أرضه، حيث تنتشر مخلفات القصف والقنابل العنقودية.

وأشار الخالد لـ "العربي الجديد" إلى أن "انتشار مخلفات القصف والقنابل العنقودية في المنطقة شكل هاجساً لا يفارق المزارعين أثناء تجوالهم في مزارعهم، إضافة لسماعهم عشرات القصص عن مصابين فقدوا حياتهم أو أطرافهم بتلك المخلفات، ما دفع بعض المزارعين لإهمال حقولهم".

وتتسبب مخلفات الحرب بكوارث متكررة للأهالي في إدلب، وخاصة في مناطق جبل الزاوية، والمناطق التي تقع على تماس مباشر مع مناطق قوات النظام السوري، وتتركز أغلب الإصابات بين الأطفال نتيجة جهلهم خطر تلك المخلفات وعاقبة الاقتراب منها، وفق ما أدلت مصادر عدة لـ "العربي الجديد". 

يقول محمد الخالد: إنهم "يجنون محاصيلهم بحذر وحرص شديدين، ويخشون الاقتراب من أي جسم غريب، لأنه قد يكون مصدر هلاكهم، كما باتوا يخشون ترك أطفالهم بعيداً عنهم في الحقول، خشية عثورهم على قنبلة عنقودية تشكل خطراً على حياتهم". 

من جانبه، يؤكد عبدو الدرويش، ابن مدينة إدلب لـ"العربي الجديد"، أنه "بات يخشى من حرق أي من مخلفات الأشجار في أرضه ببلدة قميناس جنوب إدلب، خوفاً من وجود أي من مخلفات الحرب قرب الحريق"، وقد تعرض لموقف مشابه منذ سنوات أدى لخسارته ابنته ذات الست سنوات، والتي توفيت بانفجار أحد مخلفات القصف، حين كانت تلعب قرب النار التي أشعلها والدها.

وفي السياق نفسه، أحصى الدفاع المدني السوري نحو ستين إصابة بمخلفات الحرب هذا العام، وقال محمد سامي المحمد، منسق فرق إزالة مخلفات الحرب لدى الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) لـ"العربي الجديد": إن "تسعة وعشرين مدنياً بينهم ثلاثة عشر طفلاً قتلوا نتيجة إصابتهم بانفجار أحد مخلفات الحرب في مناطق شمال غرب سورية، بينما تعرض واحد وثلاثون مدنياً آخرين لإصابات متفاوتة الخطورة نتيجة حوادث متفرقة لانفجار مخلفات القصف والقنابل العنقودية في مناطق مختلفة من إدلب شمالي سورية".

وذكر التقرير السنوي الثالث عشر لمرصد الذخائر العنقودية الذي صدر في سبتمبر 2022، أن ربع ضحايا الذخائر العنقودية في العالم وقع في سورية، فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قرابة 457 هجوماً للنظامين السوري والروسي باستخدام الذخائر العنقودية، 24 من تلك الهجمات كانت بعد اتفاق سوتشي "مما يشكل جرائم حرب"، وذكر التقرير أن آخر هجوم موثق بالذخائر العنقودية كان في مارس/آذار عام 2021.

وتستمر مخاطر وجود مثل هذه الذخائر في الحقول والأراضي الزراعية مهددة سلامة المدنيين، لا سيما أن كثيراً منها يكون تحت طبقات من التراب، ولا يمكن العثور عليه من قبل المزارعين ببساطة.
 ونفذت فرق الدفاع المدني في سورية عشرات الندوات، وورش التوعية لتنبيه الناس من مخاطر مخلفات الحرب، وتوجيههم للأساليب الآمنة التي يجب اتباعها لتلافي خطر تلك المخلفات، ووصل عدد المستفيدين من تلك الجلسات إلى أكثر من عشرين ألف مستفيد، بحسب محمد سامي المحمد.
وأضاف المحمد أن "عناصر الدفاع المدني تخلصوا من 524 ذخيرة ومخلفاً حربياً لم ينفجر، وحيدوا خطرها، كما نفذوا نحو 449 عملية إزالة لمخلفات الحرب، ووثقوا نحو 260 موقعاً ملوثاً بذخائر ومخلفات حربية" ما يعني استمرارية تعرض المدنيين لمخاطر تلك المخلفات، واستمرار خطر النظام السوري رغم ابتعاده عنهم.

المساهمون