القلق المناخي بات أكثر حضوراً

قديم هو الحديث عن تغير المناخ وتداعياته. لكن في الوقت الحالي، بات الناس أكثر قناعة به بحكم معايشتهم آثاره، وهو ما ترافق مع القلق المناخي، الذي يعد استجابة صحيحة للتهديدات الحقيقية للغاية ضد البيئة، ويعد أكثر انتشاراً بين الشباب. ولم تكن تأثيرات تغير المناخ على بيئتنا واضحة، كما هو الحال اليوم. والقلق المناخي ظاهرة حقيقية تنبع من الوعي بمدى تأثير البشر على الكوكب (التلوث، انبعاثات الغازات الدفيئة، استخدام الوقود الأحفوري، وغير ذلك)، بالإضافة إلى القلق بشأن استجابة الحكومات لأزمة المناخ. وقد يعاني الشخص القلق من إحساس لا يمكن تفسيره باليأس والعجز بشأن مستقبل الكوكب، بحسب موقع "ريدرز دايجست".
القلق المناخي، أو القلق من تغير المناخ، أو القلق البيئي، هو وعي بالتأثير السلبي للممارسات البشرية على البيئة، ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق أو الضعف في بعض الأحيان. ويزيد القلق من الذين هم أكثر عرضة للوفاة، نتيجة تلوث الهواء، والفيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، وغيرها من عواقب تغير المناخ.  
وتقول المحللة السياسية الرئيسية في "Moms Clean Air Force" إليزابيث بيكارد: "بالنسبة للعديد من المجتمعات، فإن تغير المناخ بعيد كل البعد عن التهديد الوجودي الأول الذي يواجهونه. على سبيل المثال، واجهت مجتمعات السكان الأصليين في الولايات المتحدة الإبادة الجماعية، وواجهت مجتمعات السود أجيالاً من العبودية والعنصرية. بالنسبة لهؤلاء، قد يضيف القلق المناخي المزيد من الخوف من عدم المساواة العرقية القائمة والتاريخية".

بيئة

التحديثات الحية

تحذير أممي: عواقب كارثية لتجاهل كبح التغير المناخي

هل القلق المناخي حقيقي؟
كما يعد تغير المناخ أمراً حقيقياً للغاية، فإن القلق المناخي حقيقي أيضاً. وتقول المحللة النفسية أنوشكا غروس: "يفضل بعض الناس تسمية الأمر حزناً مناخياً أو صدمة مناخية، لأن كلمة القلق قد تشير إلى حالة أو مرض أو ردة فعل مبالغ فيها". ونظراً لأن القلق المناخي ليس حالة يمكن تشخيصها، قد يكون من الصعب فهمها أو تحديدها، خصوصاً أن الأعراض المرتبطة به ليست جسدية دائماً. وتضيف بيكارد: "غالباً ما يُستخدم كمصطلح شامل لتحديد مجموعة واسعة من مشاعر القلق المتعلقة بتغير المناخ، وهو أمر حقيقي تماماً".
في الواقع، يمكن للمشاعر المرتبطة بالقلق المناخي أن تؤدي إلى أمراض أخرى مرتبطة بالصحة العقلية. وأظهر استطلاع أجري عام 2021 أن 70 في المائة من الأميركيين قلقون "إلى حد ما" على الأقل بشأن الاحتباس الحراري، ويظهرون علامات القلق و/ أو الاكتئاب نتيجة لذلك.