القطاع الطبي في شرق سورية بين سلطتين والمرضى يعانون

26 أكتوبر 2023
طبيبة في أحد مستشفيات الرقة (عبد الرحمن العلي/ الأناضول)
+ الخط -

ينقسم القطاع الصحي في مناطق شمال شرقي سورية إلى سلطتي "الإدارة الذاتية" والنظام السوري، ما يتيح لهما بسهولة التنصل من المسؤوليات تجاه صحة السكان، أو فيما يتعلق بتطوير وتأهيل المنظومة الصحية.

ويتخبط القطاع الصحي في شرق سورية بين الإهمال وسوء الإدارة، وفق ما أوضح الطبيب خلف عبد الرحمن من أبناء محافظة الحسكة، لـ"العربي الجديد"، معتبراً أنّ الأمر طبيعي في ظلّ تنوع السلطات وسيطرة سلطات الأمر الواقع، مضيفاً أنّ "القطاع الصحي والكادر الطبي يعانون في ظل هذه الظروف، وهناك منظمات تقدم المساعدات والمنح الدولية، لكن إذا لم تكن هناك إدارة وحكومة قائمة ووزارات ومديريات مختصة تنظم هذه المنح وتشرف على تنفيذ مشاريع تطوير قطاع الصحة، وتكون منسجمة مع الإمكانات المحلية، فإنه لا يمكن أبداً تطوير القطاع والوصول به لأدنى درجة من العمل بعيداً عن المشاكل". 

ويحتاج المرضى الذين يخضعون لـغسل الكلى، إلى مراكز علاج مستقرة كما أشار خلف، لافتاً إلى أنّ أغلب المراكز تعمل وفق منح مؤقتة بعضها لمدة 6 أشهر أو منح لا تغطي كل متطلبات المرضى.

وأوضح أنّ "القطاع الطبي يعاني من نقص حاد في الكوادر سواء من أطباء أو مخبريين، إضافة لتخصصات أخرى، فضلاً عن ضعف البنى التحتية". 

من جهتها، تحدثت سمية الخليل لـ"العربي الجديد" في مدينة القامشلي عن المعاناة التي تتحملها هي وشقيقتها خلال جلسات غسل الكلى، وقالت: "شقيقتي تغسل الكلية منذ حوالي 13 عاماً، المستشفى الوطني في القامشلي يعتمد على جهاز واحد متهالك يتعطل على الدوام، منذ أكثر من عام، ويضطر المريض إلى العودة إلى البيت ما يضاعف من معاناته، ورغم الحديث عن منحة للترميم وتحديث الأجهزة فلا تغيير يذكر، كما أن هناك أنباء عن كون قسم الكلى جاهزا منذ أكثر من 20 يوماً، لكنهم ينتظرون وزارة الصحة التابعة للنظام في دمشق لافتتاحه أو استكمال باقي التجهيزات".

وأوضحت المتحدثة أنّ شقيقتها لا تجري جلساتها في مستشفى واحد بانتظام، فهي تخضع لجلسات الغسل في مستشفى علايا الذي يدار من قبل "الإدارة الذاتية"، وتضطر لشراء الأنابيب والأدوات المخصصة للغسل على نفقتها الخاصة.

أما في الحسكة حيث يوجد المستشفى الوطني ويدار أيضاً من قبل "الإدارة الذاتية" ويسمى حالياً "مشفى الشعب"، فإنّ الخليل تجد صعوبة في الوصول إليه، لارتفاع تكاليف النقل، كما بيّنت لـ العربي الجديد"، وعدم تحمّلها المسافة بين القامشلي والحسكة بالسيارة، موضحة أنّ "الوضع سيئ جداً في المشافي منذ بدء الترميم، هناك نقص في الأدوية، سابقاً كان المريض يحصل على أغلب المواد، أما حالياً فنشتريها من الصيدلية في الخارج".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وكان مدير مستشفى القامشلي الوطني، عمر العاكوب، قد كشف، في تصريحات سابقة، أنّ "المشفى تلقى منحة بقيمة 6 ملايين دولار من منظمة الصحة العالمية والحكومة اليابانية لتركيب جهاز رنين مغناطيسي ومركز معالجة للحروق، بالإضافة لترميم أقسام المشفى".

وبيّن الناشط الإعلامي المقيم في مدينة القامشلي مدين عليان، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك تقاذفاً للمسؤوليات بخصوص قطاع الصحة في المنطقة بين "الإدارة الذاتية" وحكومة النظام السوري، وهذا ينعكس على المرضى، لافتاً إلى أنّ المستشفيات العامة تعاني منذ وقت طويل وليس هناك عمل جاد لتأهيلها، مع الإشارة إلى أنّ المنطقة بحاجة إلى مستشفيات جديدة مؤهلة وتخصصية.

المساهمون