لقي تسعة أشخاص على الأقل مصرعهم في منطقة إيميليا رومانيا بشمال إيطاليا، أمس الأربعاء، حيث تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات غمرت أحياء وأراضي زراعية بأكملها.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي انهمرت على السهول في المنطقة على مدار يومين في فيضان نحو عشرين نهرا، ما أدى إلى غمر مساحات شاسعة من الأراضي بالمياه وإجلاء الآلاف من السكان.
وقال دافيد مالدولا، وهو أحد سكان منطقة تشيسينا، لوكالة "فرانس برس": "شاهدنا من نافذة المنزل (الطابق الثاني) المياه ترتفع تدريجيا" حتى غمرته بعدما وصلت إلى ارتفاع متر ونصف، ما أدى إلى غرق المنزل.
وحلقت المروحيات طوال الليل بحثاً عن ناجين لإنقاذهم.
وفي مدينة فورلي المجاورة، جنوب شرق العاصمة الإقليمية بولونيا، صرح رئيس البلدية جيان لوكا زاتيني بأن مدينته "جاثية على ركبتيها، ومدمّرة وتتألم".
وأضاف زاتيني "إنها نهاية العالم".
وأكدت السلطات الإقليمية مقتل تسعة أشخاص، معظمهم في منطقتي فورلي وتشيسينا.
وتأثرت آلاف المزارع في المنطقة الزراعية الخصبة، لكنّ وزير الزراعة فرانشيسكو لولوبريجيدا قال إنّ المياه يجب أن تنحسر قبل أن تتمكن الحكومة من تحديد الأضرار.
وانتشل الغواصون جثتين في فورلي صباح الأربعاء، في إطار جهود إنقاذ ضخمة شاركت فيها أجهزة الطوارئ والقوات المسلحة وأكثر من ألف متطوع.
السيول تجتاح بولونيا
وأظهرت لقطات فيديو عمال إغاثة وهم يحملون سكّاناً في الطرقات التي غمرتها المياه أو على متن قوارب مطاطية، بينما اندفعت السيول عبر أروقة بولونيا التي تصنفها اليونسكو ضمن التراث الإنساني.
My beloved city #Bologna and #EmiliaRomagna region is for the second day under the rain and the flood. It’s the third time that this happens in 2023 alone.
— Francesco Salesio Schiavi (@frencio_schiavi) May 17, 2023
As the extreme events caused by global warming increase, similar phenomena will become more frequent & intense.
Hold on! pic.twitter.com/amsco156Jc
وفي مقاطع مصورة أخرى لخفر السواحل الإيطالي، ظهر عمال إنقاذ في مروحية وهم يسحبون شخصين مسنّين من على سطح منزل كان منسوب المياه فيه يغطي نوافذ الطابق الأول تقريبا.
Italy was covered by the largest flood, people are forced to flee on the roofs of their own houses.
— Malinda 🇺🇸🇺🇦🇵🇱🇨🇦🇮🇹🇦🇺🇬🇧🇬🇪🇩🇪🇸🇪 (@TreasChest) May 18, 2023
It is reported by Reuters.
Local authorities say the worst is yet to come as the rain continues.
🇺🇦 Ukraine Now 🇺🇦 pic.twitter.com/b5HegmkCSq
وفي المناطق التي انحسرت فيها المياه، امتلأت الشوارع بالطين الكثيف والحطام.
وقبل أسبوعين فقط تعرضت منطقة إيميليا رومانيا، إحدى أكثر المناطق الغنية في إيطاليا، لأمطار غزيرة، ما تسبب بفيضانات أودت بحياة شخصين.
وقال وزير الحماية المدنية نيلو موسوميتشي إن نحو 50 سنتيمترا من الأمطار انهمرت في غضون 36 ساعة في فورلي وتشيسينا ورافينا، أي نحو نصف معدل هطول الأمطار السنوي المعتاد، وهو وضع "له سوابق قليلة".
وأضاف أنه سوف يتم الإفراج عن 20 مليون يورو من المساعدات الطارئة، لتضاف إلى 10 ملايين تم الحصول عليها كهبة منذ الفيضان الماضي.
تسببت الفيضانات في إلغاء سباق الفورمولا 1 إيميليا رومانيا الكبير، الأحد، المقرر في إيمولا، حيث قال المنظمون إنهم لا يستطيعون ضمان سلامة المشجعين والفرق والموظفين.
صدمة
وعمل المسعفون طوال الليل لإنقاذ الأطفال وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة من المياه التي كانت ترتفع.
وفي تشيسينا كان كريستيان سالاماندري مغطى بالوحول في نهاية اليوم.
وقال سالاماندري: "لقد جئنا لنقدم المساعدة ولمحاولة إنقاذ الناس والحيوانات"، مضيفا "الوضع لا يزال قاسيا ومأساويا. نتمنى أن يتحسّن".
وتم إجلاء قرابة 10 آلاف شخص من منازلهم، وفق السلطات، بينهم 3 آلاف في بولونيا و5 آلاف في رافينا، فيما لا يزال نحو 5 آلاف شخص محرومين من الكهرباء.
وانقطعت الكهرباء عن حوالي 50 ألف شخص في فورلي، حيث رأى مصور وكالة "فرانس برس" الناس في حالة صدمة أثناء فرارهم ليل الثلاثاء عبر مياه الفيضانات في الظلام وهم حفاة.
من الجفاف إلى الطوفان
وفي مكان آخر، سبح سكان محليون في أحد طرق تشيسينا لإنقاذ طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، بينما شوهد رجل يصارع المياه وهو يحمل قطته.
وجاءت الأمطار الغزيرة في أعقاب جفاف تأثرت به مناطق واسعة في شمال إيطاليا الشتاء الماضي، إضافة إلى شحّ قياسي بالأمطار الصيف الماضي أتى على المحاصيل الزراعية.
وقال خبير الأرصاد الجوية في القوات الجوية باولو كابيتزي لوكالة "فرانس برس": "علينا التعوّد على ذلك في المستقبل لأنه لسوء الحظ في السنوات الأخيرة كثيرا ما تنهمر هذه الأمطار الغزيرة".
وأضاف أنه لا يمكن إلقاء اللوم مباشرة على ظاهرة الاحتباس الحراري، لكنّ "التكرار المتزايد باستمرار لهذه الظاهرة يمكن أن يكون بوضوح نتيجة للتغيّر المناخي المستمرّ".
وغرّدت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أثناء توجّهها للمشاركة في قمة مجموعة السبع في اليابان، لتأكيد دعمها للمتضررين، وقالت إن الحكومة "على استعداد للاستجابة بالمساعدات الضرورية".
ومن المتوقع أن تهدأ الأمطار الخميس في المنطقة التي غمرتها الفيضانات.
(فرانس برس)