الفلسطينيون في جباليا.. حياة بين رحى القصف والحصار الإسرائيلي

13 أكتوبر 2024
من مخلفات العدوان الإسرائيلي على مخيم جباليا في غزة، 11 أكتوبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعاني سكان جباليا في شمال قطاع غزة من أوضاع كارثية بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، حيث يفتقرون إلى الغذاء والماء والمساعدات الطبية، مع وجود عدد كبير من الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض.
- يؤكد السكان، مثل محمد أبو حليمة وهاشم أبو سوسف عسلية، أن الحياة أصبحت يائسة مع تكرار النزوح بسبب الحرب، حيث نزحوا 12 مرة منذ بدء العدوان.
- تعاني المستشفيات من نقص حاد في الوقود والمستلزمات الطبية، مما يعيق تقديم الرعاية الصحية، بينما تعجز فرق الدفاع المدني عن الوصول إلى المحاصرين تحت الأنقاض.

يصف فلسطينيون عالقون في جباليا، في شمال قطاع غزة، معاناتهم بين الحزن على أحبائهم المفقودين، وسعيهم إلى البقاء والاستمرار مع شح الغذاء والقصف الإسرائيلي المستمر، بينما تبدو أجهزة الطوارئ عاجزة عن الوصول إلى الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض.

يقول محمد أبو حليمة (40 عاماً)، من جباليا "عندنا الأوضاع كارثية في الشمال لا نعرف أين نتوجه، القصف لا يتوقف". مضيفاً "الناس محاصرة في بيوتها، وبينهم شهداء وجرحى"، مشيراً إلى أن "عدد الشهداء كبير، وناس تحت الردم مفقودة، منذ أكثر من أسبوع: لا أمل، ولا مياه، ولا توجد مقومات حياة".

ويؤكد هاشم أبو سوسف عسلية (70 عاماً) أن الجولة الأخيرة من الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بالمزيد من الأسى، قائلاً "حياتنا يأس في جباليا. كل شهر نقوم بالنزوح"، متابعاً "منذ أول يوم في الحرب نزحنا 12 مرة. هذه حياتنا".

الصورة
فلسطينيون يغادرون جباليا إثر الغارات الإسرائيلية 8 أكتوبر 2024 (Getty)
فلسطينيون يغادرون جباليا إثر الغارات الإسرائيلية، 8 أكتوبر 2024 (Getty)

في الأسبوع الماضي، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في هذه المنطقة، بعد إعلانه فرض حصار عليها، ما فاقم معاناة مئات الآلاف من الأشخاص العالقين هناك، وفق وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ومنذ بدء تطويق جباليا، يؤكد السكان ومسؤولو الرعاية الطبية والدفاع المدني أن القصف الكثيف والطرق المغلقة تحول دون إيصال المساعدات الطبية.

ويؤكد الطبيب حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، في جباليا، شمال قطاع غزة: "نحن تحت الحصار الاسرائيلي"، مشيراً إلى أن المستشفى لا يملك سوى "كمية قليلة" من الوقود تكفيه لأيام قليلة، موضحاً "نقدم الخدمة بالحد الأدنى صراحة، والطواقم الطبية منهكة وعدد الأطباء قليل جداً". مضيفاً "نعاني حصاراً على الطعام والأدوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية وحتى هناك حصار على الوقود القادم من الجنوب إلى الشمال".

ويقول الدفاع المدني في غزة إن جهود الإنقاذ تعطلت بشكل متزايد بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، ما يمنع طواقمه من الوصول إلى الأماكن التي استهدفتها الغارات، حيث دفن الكثيرون تحت الأنقاض. ويؤكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لـ"فرانس برس": "يوجد عشرات المفقودين تحت الأنقاض لا نستطيع الوصول ‘ليهم إطلاقاً". موضحاً أن عدداً كبيراً من الناس استشهدوا منذ بدء تكثيف العملية العسكرية في جباليا في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. 

واندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 42227 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وتعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون