الفلسطينية ميسر حامد.. ستينية لم تسلم من تنكيل الاحتلال رغم مرضها

الفلسطينية ميسر حامد.. ستينية لم تسلم من تنكيل الاحتلال رغم مرضها وكبر سنها

12 ديسمبر 2023
الفلسطينية ميسر حامد لم تسلم من تنكيل الاحتلال (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تسلم الفلسطينية ميسر حامد من بلدة سلواد شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وتبلغ 61 عاماً من تنكيل قوات الاحتلال الإسرائيلي رغم مرضها وكبر سنها، وهي والدة الأسيرين معاذ ونعمان حامد، بعدما اعتقلتها صباح اليوم الثلاثاء.

تروي حامد ما كابدته صباح اليوم الثلاثاء، لساعات خلال اعتقال قوات الاحتلال لها من منزلها والتحقيق معها في أحد منازل بلدة سلواد شمال شرق رام الله الذي تم تحويله لمركز للتحقيق مع عشرات الشبان المعتقلين من القرية وأربع نساء.

الفلسطينية ميسر حامد... تعنيف دون رحمة

تؤكد حامد أنها رغم عدم قدرتها على المشي بسبب وضع صحي خاص في رجلها وركبتها؛ إلا أنها اضطرت للسير لمسافة طويلة حينما اقتادتها مجندات وجنود الاحتلال، وبقيت لأكثر من ساعة ونصف تقف على جنب الطريق في منطقة وعرة فيها أشواك، رغم أن جنود الاحتلال كانوا يرون عدم تحملها للوقوف، فيما أدت طبيعة التحقيق حول نجليها الأسيرين إلى خشيتها على وضعهما وحياتهما.

تقول حامد لـ"العربي الجديد" إنّ أكثر من 20 من جنود ومجندات قوات الاحتلال، اقتحموا البناية التي تقطنها في سلواد فسارعت لفتح الباب عندما سمعت أنهم وصلوا إلى بابها، خشية تفجيره، وهو ما حصل فعلا في اقتحامات سابقة.

وتشير حامد إلى أن الجنود قاموا بتمزيق صورة أحد أقربائها الشهداء التي كانت معلقة على باب المنزل من الخارج، فيما تم تمزيق عدد من صور أبنائها وتكسير إطارات أخرى، والتخريب قبل أن يحدثها أحد الجنود بصيغة تهديد؛ بأن المنزل مليء بأشياء تدل على حركة حماس، فسألته أين ذلك؟ فأشار إلى صورة الشهيد التي مزقها الجنود وداسوها بأرجلهم، وأشار إلى ميدالية لأحد أحفادها على شكل بندقية.

وحاولت قوات الاحتلال تعصيب عيني حامد، لكنها رفضت لأنها كانت قد أجرت لعينيها عملية جراحية ولا تتحمل ذلك، فقامت المجندات بتغطية عينيها بجزء من غطاء رأسها، وأجبرنها على السير لمسافة طويلة رغم إخبارهن بأنها تعاني من ركبتها ولا تستطيع السير.

تضيف حامد: "إن الأطباء كانوا قد منعوني من السير على الأدراج صعودا وهبوطا، أو في طريق منحدر، ورغم ذلك اضطررت للسير، وحين وصلت إلى منطقة في البلدة، بقيت واقفة لساعة ونصف رغم صعوبة ذلك، في منطقة وعرة مليئة بالأشواك".

بالكاد استطاعت حامد الصعود إلى الجيب العسكري، بعد أن قام الجنود والمجندات برفعها بسبب حالتها الصحية، وفي داخل الجيب العسكري تألمت بسبب طبيعة الجيب وطريقة قيادة السائق التي تؤدي إلى تحركها يمينا وشمالا داخل الجيب، فيما أكدت أنها التقت بشاب معتقل كانت عصابة عينيه سقطت فحاولت مساعدته بإعادتها خشية معاقبته وفي تلك اللحظة قام الجنود بضربه على رأسه بشكل عنيف، وقاموا بتغيير مكانه من مقعد إلى مكان حديدي، وبقي الجنود يضربونه ويشتمونه طيلة الطريق.

وحين وصلت حامد إلى منزل أحد أقاربها الذي تم تحويله إلى مركز تحقيق، التقت بعشرات الشبان المقيدين ومعصوبي الأعين، وعدد من النساء، وقام أحد ضباط الاحتلال بالتحقيق معها.

وركّز المحقق كما قالت حامد، على أية معلومات لديها حول نجليها الأسيرين معاذ المحكوم بالسجن مؤبدين ونعمان المعتقل الإداري بلا تهمة، وقالت إن إلحاح المحقق لمعرفة إن كانا تحدثا معها مؤخرا أو إن حصلت على معلومات حولهما بعد اندلاع الحرب، أدى إلى شعورها بحصول مكروه معهما خاصة نعمان الذي علمت من مؤسسة هيموكيد الإسرائيلية بأنه قد تم قمعه من سجن نفحة إلى سجن النقب، وتحلم به بأحلام فظيعة في كل ليلة.

تؤكد حامد أن المحقق قام بتهديدها؛ وقال لها إنها امرأة كبيرة بالسن ومريضة، ويجب أن تهتم بأمورها وإنه يعلم كل تحركاتها، وإنه يقوم بإنذارها إنذارا أخيرا، إلا أنها ردت بأن علمه بتحركاتها يبرئها من أي شيء، حيث إنها تذهب إلى الأطباء وإلى مكتب الصليب الأحمر وهيئة الأسرى من أجل أبنائها.

كما سألها المحققون عن مصادر رزقها في ظل وفاة زوجها واعتقال ابنيها، وتعرضت لأسئلة كثيرة كما تقول، لكنها لم تستطع استيعابها جميعها بسبب شدة الألم في رجلها نتيجة للظروف التي مرت بها.

وتعرّض العشرات في سلواد للتنكيل، اليوم الثلاثاء، خلال عملية الاعتقال، حيث تم الإفراج عن عدد منهم بعد التحقيق معهم، فيما تعرضت عائلة النجار إلى تخريب في منزلها بعد أن تم تحويله إلى مركز تحقيق ميداني.

المساهمون