انتشرت في الأشهر الأخيرة ظاهرة ممارسة المهن في سيارات متنقلة بمدينة إدلب شمال غربي سورية، وباتت خيارا جيدا بحسب العاملين فيها، لمواجهة البطالة، وكبديل عن المحالّ التجارية لقلتها وارتفاع إيجاراتها في ظل ارتفاع نسبة الكثافة البشرية بمدينة إدلب.
يغير أصحاب هذه المهن التصميم الأساسي لسياراتهم ليتناسب مع معداتهم وطريقة عرض منتجاتهم، كمعد الحلويات الفرنسية ستيف السقا المهجر من العاصمة دمشق، الذي حول سيارة إسعاف إلى فرن لصناعة الحلويات وتقديمها إلى زبائنه في مناطق مختلفة في مدينة إدلب.
قال ستيف لـ "العربي الجديد": "أنا راض عن عملي وإقبال الزبائن جيد، لكن الصعوبة الكبرى التي تواجهني هي صغر المساحة فأضطر لتحضير العجينة عدة مرات في اليوم بدل العجنة الواحد، وأستخدم أيضا فرنا صغير الحجم مما يحد من كمية الإنتاج".
أما الحداد النازح من مدينة معرة النعمان خالد عبد الحليم، فلم يستطع حمل جميع معدات عمله في سيارته لضخامة حجمها بالنسبة للسيارة واقتصرت ورشته على المعدات الأساسية التي تيسر عمله قدر الإمكان، وقال في حديثه لـ"العربي الجديد": "هذه مهنتي منذ أربعين عاما ولجأت لهذه السيارة لأنني لم أستطع تأمين محل في المدينة الصناعية لارتفاع أجرتها وأقلها 200 دولار أميركي، ويوجد هنا في مدينة إدلب خمسة حدادين يستخدمون السيارة لورشة حدادة".
وتوزعت عشرات المهن المختلفة في شوارع مدينة إدلب ضمن سيارات كمهنة تركيب العطورات وصناعة المفاتيح والمطاعم بمختلف أصنافها، وبعضهم وجد ميزات إضافية عن المحالّ مثل كومجي السيارات الذي يستطيع تلبية زبائنه بأي مكان في حال تعرض إطارات سياراتهم للضرر ولا يستطيعون التحرك.