العراق يلغي امتحانات البكالوريا بعد تسريب أسئلتها على مواقع التواصل

02 يونيو 2022
التأجيل جاء بعد ثبوت تسريب الأسئلة قبل ساعات من بدء الامتحانات (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

أعلنت وزارة التربية العراقية، الخميس، تأجيل امتحانات البكالوريا للصف الثالث المتوسط حتى إشعار آخر، وذلك بعد ثبوت تسريب الأسئلة للطلاب وبيعها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقابل مبالغ مالية، لا تتجاوز 5 دولارات، في فضيحة جديدة تضرب المؤسسة التعليمية في العراق، والتي تعاني من تراكم ملفات الفساد والترهل الوظيفي على غرار الكثير من مؤسسات الدولة عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

وأصدرت وزارة التربية بياناً مقتضباً، فجر الخميس، أعلنت فيه تأجيل امتحانات مادة الرياضيات لأسباب وصفتها بالفنية، بعد انتشار نماذج أسئلة الامتحانات وبيعها على مواقع التواصل إثر تسريبها من لجنة الامتحانات المركزية ببغداد، والتي من المفترض أن تُرسل بالبريد إلى جميع مدن البلاد بوقت واحد لتوزيعها على الطلاب، وجاء الإجراء بعد تسريب مماثل لأسئلة مادة اللغة الإنكليزية، الثلاثاء، وبنفس الطريقة.

كذلك أكدت الوزارة، في بيان آخر، ثبوت "تسريب الأسئلة"، وقالت في كتاب رسمي موجه إلى مديرياتها في عموم المحافظات، أن "اللجنة الدائمة للامتحانات، قررت تأجيل الامتحانات حتى إشعار آخر، وذلك لثبوت تسريب الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشكيل لجنة تحقيق وزارية عاجلة، تتولى التحقيق في الموضوع ومحاسبة المقصرين وفق القانون".

وأرجع عضو نقابة المعلمين العراقيين، ماهر الزيدي، في حديث لـ"العربي الجديد" تسريب أسئلة الامتحانات الذي تكرر خلال السنوات الماضية إلى "الفساد المستشري في وزارة التربية، فهو سبب رئيس وراء ذلك"، مشدداً على "ضرورة إجراء تحقيق موسع في الملف للوقوف على التفاصيل ومحاسبة كل من يقف وراء ذلك، إذ لا يمكن التلاعب بمستقبل الأجيال".

وتداولت بعض مجموعات الطلاب في مواقع التواصل الاجتماعي، نسخة من أسئلة مادة امتحان الرياضيات، قبل موعده بساعات، كما كانت تداولت قبل يومين أسئلة اللغة الإنكليزية، قبل أن يبدأ الامتحان بعدة ساعات أكد الطلاب فيما بعد أنها كانت نسخة مطابقة للأسئلة الحقيقية.

وأعلنت لجنة التربية في البرلمان العراقي، الخميس، عن عقد اجتماع عاجل حول تسريب أسئلة امتحانات الثالث المتوسط، وقالت عضو اللجنة انتصار الغرابي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "اللجنة عقدت اجتماعا عاجلا بخصوص تسريب أسئلة امتحانات الثالث المتوسط، وستتخذ قرارا بشأن ذلك".

وكانت وزارة التربية نفت الثلاثاء أي تسريب لأسئلة اللغة الإنكليزية، وقال المتحدث باسم الوزارة حيدر فارق، إن "الحديث عن تسريب أسئلة امتحانات الثالث متوسط عارٍ عن الصحة"، مبيناً في تصريحات صحافية متتابعة، أن "هناك جهات مغرضة تحاول إفشال الامتحانات".

فيما طالب النائب فالح الخزعلي بإقالة وزير التربية ومحاسبة اللجنة الامتحانية لما وصفه بـ"فشلهما في إدارة الامتحانات"، وذكر الخزعلي في بيان أنه تجب إقالة وزير التربية ومحاسبة وكلائه وهيئة الرأي واللجنة الامتحانية، مشيرا إلى أن تسريب الأسئلة دليل على سوء الإدارة وانهيار المؤسسة التربوية. وأكد الخزعلي أنه على الحكومة ومجلس النواب تحمل مسؤولياتهما لتدارك الأزمة وإجراء تغييرات حقيقية وحازمة.

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتقد ناشطون ومدونون، فضيحة تسريب الأسئلة، والإجراءات الضعيفة لوزارة التربية، وقالت الصحافية العراقية أمية الحديثي، في تغريدة لها: "وزارة التربية العراقية تحتاج إلى تربية... فضيحة تسريب الأسئلة بغير دول تقيل حكومات"، مشددة على أن "كادر الوزارة المتقدم المسؤول عن وضع الأسئلة يجب أن يحاكم، لأن تسريب الأسئلة جريمة بحق الأجيال وبحق العلم والعراق كله".

أما المدون وسام إبراهيم، فقال في تغريدة، إن "مهزلة تسريب الأسئلة، وصلت الى حدود كارثية"، مؤكدا أن "وزارة التربية بموظفيها وكوادرها غير قادرة على ضبط العملية.. هناك مئات الطرق لإنهاء المهزلة، لكن وزارة التربية اختارت منهج الكذب والتضليل: (لم تتسرب أسئلة اللغة الإنكليزية)، (تأجيل امتحان الرياضيات لأسباب فنية)!... وكأن الناس لا يعلمون ما حصل فعلاً!".