العراق يعلن السيطرة على بؤر "الحمى النزفية" وانحسار تفشيها

29 ابريل 2022
الدوائر البيطرية تواصل عملها في جميع المحافظات للحد من انتشار المرض(أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت وزارة الزراعة العراقية، مساء أمس، سيطرتها على بؤر مرض "الحمى النزفية"، الذي سجّل إصابات متسارعة بعدد من المحافظات، وتحديداً الجنوبية، ما أثار قلقاً من إمكانية تفشيه، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة لمنع انتقاله.

والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة العراقية وفاة أربعة عراقيين وإصابة 18 آخرين جراء انتشار مرض الحمى النزفية في عدد من المحافظات، مطالبة المواطنين بأخذ الحيطة والحذر واتباع إجراءات السلامة، وفقا لبيان صدر عن الوزارة، أكد أن المصابين والمتوفين جراء المرض، هم من مربي الماشية وقصابون (جزارون).

ومع استمرار حالة القلق من تفشي المرض، أصدرت وزارة الزراعة العراقية، ليل أمس الخميس، بيانا أكدت فيه سيطرتها على المرض، وقال المتحدث باسم الوزارة، حميد النايف، إن "الدوائر البيطرية تواصل عملها في جميع المحافظات للحد من انتشار مرض الحمى النزفية، وأن وزير الزراعة وجّه بتجهيز كافة المستوصفات البيطرية في جميع المحافظات بالمبيدات الخاصة بمكافحة حشرة القراد، وهي الوسيط المسبب لمرض الحمى النزفية".

وأضاف "تم التأكيد على استمرار حملات المكافحة المستمرة التي تقوم بها دوائر البيطرة في مكافحة وتغطيس الحيوانات ومكافحة الحظائر"، مؤكدا أن "تلك الحملات حدّت من انتقال هذا المرض للإنسان، وأصبح الوضع تحت السيطرة تماماً".

ودعا مربي الحيوانات إلى "الالتزام بالإرشادات البيطرية الخاصة بخلو الحيوانات من القراد، فضلا عن إخبار الجهات البيطرية عن وجود حشرة القراد، من أجل مكافحتها وإنهاء وجودها، والمحافظة على الثروة الحيوانية من أي أمراض قد تحدث مستقبلا"، مشددا على "المواطنين تطبيق الإجراءات الصحية، وشراء اللحوم من المجازر المرخصة قانونيا، والإخبار عن أماكن تربية الحيوانات داخل منازل المواطنين والساحات في كافة المدن العراقية".

واعتبر "هذه الإجراءات وقائية وصحية لدرء أي خطر على حياة المواطنين"، مطمئنا المواطنين بأنه "لا خشية من اقتناء اللحوم، شريطة أن تكون من المحال الرسمية، حفاظا على سلامتهم".

وعلى الرغم من إعلان "السيطرة على المرض" إلا أن الأنباء التي ترد من المحافظات الجنوبية بالعراق، ما زالت تؤكد تسجيل حالات إصابة أو اشتباه بالمرض، إذ سجلت محافظة بابل أمس الخميس 3 إصابات، ومثلها في محافظة ذي قار التي تعد الأكثر تضررا من المرض، وسط تشكيك بالأرقام المعلنة من قبل السلطات حول عدد الإصابات والوفيات نتيجة عدم إجراء مسوحات ميدانية بالقرى المصابة والاعتماد على من يصل إلى المستشفيات الحكومية منهم فقط.

واتخذت المحافظات العراقية الأخرى، ومنها نينوى وكركوك وديالى والبصرة وواسط وميسان، وغيرها فضلا عن محافظات إقليم كردستان إجراءات وقائية مشددة للحد من انتقال المرض.

وأعلنت وزارة الزراعة في حكومة الإقليم، في بيان لها، أنها "اتخذت إجراءات للحد من المرض، من بينها وجوب أن يكون ذبح الحيوانات في المجازر الرسمية بفحوصات وختم البيطرة الرسمي، وأن تجري عملية فحص الحيوانات قبل وبعد عملية الذبح، وفحص الملابس الخاصة والأدوات الخاصة بالذبح في المجازر الرسمية".

وألزمت الوزارة، محاجر الحيوانات في المعابر الحدودية والمطارات بأن "تقوم بالفحوصات الدقيقة للحيوانات التي تدخل إلى الإقليم"، مؤكدة "السيطرة على ظاهرة استيراد الحيوانات بشكل غير رسمي من الخارج، وما بين الإقليم والمحافظات العراقية، وكذلك منع استيراد الحيوانات من المحافظات التي ظهر فيها مرض الحمى النزفية".

من جهته، دعا عضو نقابة الأطباء العراقيين، سنان العلواني، إلى عدم الاطمئنان للمرض، والذي يحتاج إلى فترة لإنهائه، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، "يجب أن تكون هناك فترة بين إجراء المكافحة الشاملة، والتأكد من عدم تسجيل إصابات جديدة، للتحقق من انتهاء المرض والسيطرة عليه".

وأضاف "قد تكون وزارة الزراعة حجمت من انتقال المرض، إلا أنه من الضروري جدا استمرار الحملات الوقائية والمكافحة، والتشديد على منع الجزر العشوائي غير المرخص"، محملا وزارة الزراعة والأجهزة الحكومية الأخرى، "مسؤولية استمرار تلك الإجراءات، وعدم التهاون بتطبيقها".

والحمى النزفية مرض فيروسي، ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص لآخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمائة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ومن أعراض المرض، ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب، ونحول عام، آلام في العضلات، غثيان وتقيؤ، وظهور البقع النزفية تحت الجلد وأماكن زرق الإبر وفي الفم والأنف، بعد خمسة أيام من المرض، خصوصا أن المعدل العام لحضانته من يوم واحد إلى 14 يوما، وأن أهم إجراءات الوقاية منه، رش المنازل بالمبيدات الحشرية، وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشكوك فيها وإحالتها على الفحص المبكر في أسرع وقت ممكن.

المساهمون