قالت وزارة الهجرة العراقية، اليوم السبت، إنها ضاعفت المنحة المالية المُقدّمة للعراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية ممن يرغبون في العودة طواعية إلى العراق، مؤكدة إرسال وفد حكومي إلى المخيمات الموجودة على الحدود الليتوانية البيلاروسية لمتابعة أوضاعهم.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من تأكيد وزارة الخارجية في بغداد تسيير رحلة جديدة لإجلاء أكثر من 400 عراقي من حدود بيلاروسيا من الراغبين في العودة الطوعية إلى البلاد، هي العاشرة منذ بدء الأزمة الإنسانية على الحدود، إثر تكدس آلاف المهاجرين العراقيين الراغبين في دخول دول الاتحاد الأوروبي عبر الحدود البيلاروسية.
وذكرت وزارة الهجرة العراقية، في بيان لها، إنّها "أرسلت وفداً لمتابعة أوضاع العراقيين العالقين على حدود دول الاتحاد الأوروبي، وأجرى الوفد زيارة ميدانية إلى المخيمات الموجودة على الحدود".
تسيير رحلة جديدة لإجلاء أكثر من 400 عراقي من حدود بيلاروسيا من الراغبين في العودة الطوعية إلى البلاد
ونقل البيان عن رئيس الوفد العراقي دريد جميل قوله إنّ "الوفد الوزاري أجرى عدة لقاءات مع المعنيين في دولة ليتوانيا، بينهم نائب وزير الخارجية ووكيل وزير الداخلية وقيادة قوات حرس الحدود الليتوانية، فضلا عن لقاء المنظمات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة".
وأضاف أن "الوفد توجّه إلى الحدود الليتوانية البيلاروسية ودخل إلى مخيم ماداننكي للاجئين، والتقى بمجموعة من العراقيين الموجودين داخل المخيم للاطلاع على أوضاعهم المعيشية، حيث شدد الوفد على ضرورة معاملتهم بالطرق الإنسانية وتوفير كافة الاحتياجات، وخصوصاً الغذائية والصحية والمعيشية".
وأكد أن "الوفد اتفق مع الجانب الليتواني على نقل المخيمات الحدودية إلى مجمعات سكنية داخل العاصمة، تتوفر فيها الخدمات والمستلزمات الضرورية للمعيشة كافة". وأشار إلى أنّ "الوفد اتفق أيضا مع الجانب الليتواني على زيادة المنحة المالية للراغبين في العودة الطوعية إلى العراق من مبلغ 300 يورو إلى 1000 يورو لكل شخص عائد طوعيا إلى العراق".
وأوضح أن "الوفد الوزاري قام أيضا بزيارة مخيم ببراديا للاجئين داخل ليتوانيا، وأكد ضرورة الالتزام بالتعامل الإنساني معهم، وتم نقل طلباتهم واحتياجاتهم كافة للجانب الليتواني للبت بالقرار المناسب بشأنهم".
زيادة المنحة المالية للراغبين في العودة الطوعية إلى العراق من مبلغ 300 يورو إلى 1000 يورو لكل شخص
وأجلى العراق، خلال الأسابيع الستة الأخيرة، أكثر من 3500 من العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية ممن قدموا طلبات رسمية للعودة، فيما أعلنت وزارة الهجرة العراقية أن أكثر من 4 آلاف مواطن عراقي ما زالوا عالقين على الحدود.
وأمس الجمعة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف إنّ "رحلة الإجلاء العاشرة ستنطلق للراغبين بالعودة طوعاً من بيلاروسيا"، مبينا، في تصريح صحافي، أن "رحلة الإجلاء ستقل أكثر من 400 عراقي من بيلاروسيا".
وبحسب تقارير وتصريحات لمسؤولين عراقيين، فإن آلافاً، معظمهم من إقليم كردستان العراق، غادروا البلاد متوجّهين صوب حدود بيلاروسيا بدافع الهجرة.
وكان وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري قد اتهم، في وقت سابق، السلطات البيلاروسية بأنّها "تمارس أساليب بوليسية ضدّ العراقيين، وتمنحهم تأشيرة دخول، ويُضغط عليهم لعدم العودة، وهم بين الضغط البولندي ومنع الرجوع من الجانب البيلاروسي".
ودعا النوري اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى "التعامل بإنسانية مع العراقيين، لا جعلهم ورقة ضغط بيلاروسية على الاتحاد الأوروبي".