العراق يبدأ حملة إغلاق واسعة للحظائر والمجازر العشوائية لمواجهة تفشي الحمى النزفية

27 مايو 2022
الفرق الصحية العراقية ترش المبيدات في مناطق تربية المواشي (شوان نوزاد/ فرانس برس)
+ الخط -

بدأت السلطات العراقية، اليوم الجمعة، حملة واسعة لإغلاق الحظائر والمجازر (المقاصب) العشوائية غير المرخصة في عموم مدن البلاد، بعد انتهاء مهلة تم تحديدها الأسبوع الماضي، ضمن إجراءات متسارعة للحدّ من تفشي مرض الحمى النزفية الذي سجل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، نحو 100 إصابة و12 حالة وفاة سجلت معظمها في مدن جنوبي البلاد.

وسجّلت، أمس الخميس، محافظة ذي قار حالة وفاة جديدة لمصاب بفيروس الحمى النزفية يبلغ من العمر 35 عاماً، وقال مسؤول في دائرة الصحة في المحافظة لـ"العربي الجديد" إن الضحية يعمل بمجال تربية ونحر المواشي.

وتشارك قوات الأمن العراقية في المحافظات مع الفرق الصحية في حملة التفتيش والإغلاق، وذلك تحسباً لاعتداءات تطاول العاملين الصحيين من قبل أصحاب تلك الحظائر والمقاصب.

وأكد مسؤول بوزارة الصحة العراقية في بغداد، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، بدء عمليات إغلاق الحظائر الموجودة داخل المناطق السكنية كمرحلة أولى، بالتزامن مع عمليات فحص وتدقيق على تلك الموجودة خارج المدن.

وأضاف في اتصال هاتفي أنّ عمليات الإغلاق تجرى بشكل متواصل للعشرات منها مع عزل المواشي غير المتعافية والمشكوك فيها لفحصها من قبل المختصين. لافتاً إلى أن المقاصب ومحال الجزارة غير المرخصة تشملهم الحملة وبشكل أوسع.

وإلى جانب عمليات الإغلاق، تواصل الفرق الصحية عمليات رش المبيدات في مناطق تربية المواشي، خاصة داخل الأرياف ومناطق البيع بالجملة في عموم مدن البلاد.

واعتبر عضو نقابة الأطباء البيطريين في بغداد وائل القيسي الحملة غير كافية من دون تعاون من قبل المواطنين أنفسهم عبر مقاطعة الشراء من محلات الجزارة والحظائر العشوائية.

وأضاف القيسي لـ"العربي الجديد" أن الشراء منهم يشجع على استمرارهم بالعمل وحتى إن تم إغلاق محالهم اليوم سيعودون مرة أخرى وبمكان آخر، لكن على المواطنين مقاطعتهم والشراء من المقاصب التي تملك ترخيصاً ويوجد ختم السلطات الصحية على اللحم المباع.

في المقابل، طالب عدد من مربّي المواشي بتعويضات عن خسائر لحقت بهم خلال الفترة الماضية، جراء اضطرارهم لنقل مواشيهم وتأجير أماكن لها وتلف الأعلاف المجهزة مسبقاً لها.

وقال حسن العتبي؛ مربي مواشٍ في شرقي بغداد، إن السلطات أمرتهم بنقل جميع المواشي خارج نطاق الأحياء السكنية، من دون أن توفر لهم بدائل مثل حظائر أو ساحات مهيئة لمبيت مواشيهم.

وأكد تكبد مربي المواشي خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية، بعد اضطرار كثير منهم لبيع مواشيهم بأسعار منخفضة، خوفاً من المرض أو عمليات الملاحقة من قبل السلطات الأمنية والصحية.

وأمس الخميس، كشفت وزارة الصحة العراقية آخر مستجدات فيروس الحمى النزفية، مؤكدة استمرار جهود احتواء انتشار المرض.

وقالت عضو الفريق الطبي في الوزارة، ربى فلاح، للصحافيين، إن عدد الحالات المسجلة بفيروس الحمى النزفية منذ ظهوره في البلاد وحتى الآن بلغ نحو 100 إصابة مؤكدة، وهو عدد غير ثابت.

وأضافت فلاح أن "تربية المواشي في المناطق السكنية ستسبب انتشار العدوى وزيادة أعداد الإصابات بالفيروس"، مؤكدة "عدم وجود أي لقاح أو علاج للحمى النزفية، بالوقت الحالي"، وأشارت إلى أن "الحمى النزفية وباء متوطن ويظهر في كل عام، لكن العام الحالي شهد تسجيل أعلى عدد إصابات بالفيروس مقارنة بالسنوات الماضية".

المساهمون