اتخذت وزارتا الصحة والزراعة في العراق إجراءات جديدة للسيطرة على الذبح العشوائي للمواشي في فترة عيد الأضحى المرتقب نهاية الأسبوع المقبل، والذي قد يشهد تزايد إصابات الحمى النزفية في البلاد. وأكدت وزارة الصحة ارتفاع الإصابات إلى 255 حالة في مختلف مدن البلاد، محذرة المواطنين من عدم الالتزام بالإجراءات.
ووُضعت خطة لنشر 300 فرقة لرش المواشي وقتل القراد الناقل المرض، وحددت وزارة الزراعة مع اقتراب عيد الأضحى أماكن للذبح في كل محافظة، تكون تحت إشراف طبيب بيطري، وبالتنسيق مع مخاتير المناطق والدوائر البلدية والأمن الوطني، مع منع الذبح في المنازل.
ووفقاً لمدير وحدة الوبائيات بوزارة الزراعة، ثائر حسين، فإن وزارة الصحة أكدت تسجيل 255 إصابة و38 حالة وفاة في مختلف مدن البلاد خلال الفترة الماضية جراء الحمى النزفية.
وبيّن حسين، في تصريحات للصحافيين مساء أمس الخميس، أنه "تمّ اتخاذ إجراءات جديدة للسيطرة على المرض، إلا أن مشكلتنا الأكبر هي عملية انتقال المواشي من محافظة إلى أخرى، وهي مستمرة"، داعيا وزارة الداخلية والبلديات إلى دعم جهود محاصرة المرض والمساعدة في تنفيذ الإجراءات الوقائية.
وتتركز الإصابات الحالية في العراق في مدن جنوب ووسط البلاد، ويعزو أطباء ومختصون اتساع رقعة الإصابات إلى الجفاف الذي أجبر رعاة المواشي على الانتقال من منطقة أو محافظة إلى أخرى، وضعف التوعية حيال خطورة المرض.
عضو لجنة الصحة في البرلمان العراقي، النائب باسم الغرابي، قلّل من إمكانية السيطرة على المرض ومنع انتشاره، معتبرا أن الإجراءات "ضعيفة".
وقال الغرابي، في تصريح أوردته قناة "العراقية" المملوكة للحكومة، مساء أمس الخميس، إنه "لا يمكن السيطرة على الذبح العشوائي في البلاد، وخلال الأيام المقبلة ستذبح الأضاحي في البيوت، وسيجتمع الناس للأكل من تلك اللحوم، ما ينذر باستمرار انتشار المرض".
من جهتها، أعلنت دائرة صحة محافظة كربلاء تكثيف الإجراءات الوقائية مع اقتراب عيد الأضحى.
وقال مدير المستشفى البيطري في المحافظة، وسام الجابري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، مساء أمس الخميس، إنّ "خطة التأمين الصحي البيطري لاحتواء الحمى النزفية تتضمن الدفع بأكثر من 10 فرق بيطرية متوزعة على الأقضية والنواحي والأماكن التي تشهد تجمعات للحيوانات الحقلية والبرية، فضلا عن الدفع بـ10 سيارات مجهزة بمرشات وعمال، مع استعمال مادة الدلتامثرين للقضاء على الوسيط الناقل (القراد) لمرض الحمى النزفية".
وأضاف الجابري أنه "جرى التنسيق مع الحكومة المحلية والدوائر المعنية، وانعقاد غرفة الأزمات والطوارئ، وربطها بالغرفة الرئيسة في مقر المستشفى البيطري على مدار الساعة لمتابعة سير العمل بخطة التأمين والاحتواء لاحتفالات العيد ومتابعة المستجدات"، مشيرا إلى أن "الخطة تشمل الدفع بفرق بيطرية ولجان الجزر العشوائي ومكافحة الرعي العشوائي، بالإضافة إلى لجان السيطرة على الكلاب السائبة، وهي فرق تتكون من آليات ومرشات وعمال، وأيضا فرق تفتيش ورقابة على المحلات والمطاعم والجزارين لتقديم الدعم على مستوى جميع محاور المحافظة".
ومنذ مطلع العام الماضي 2022 سجلت المحافظات العراقية، ومنها على وجه الخصوص محافظة ذي قار (جنوبي البلاد)، إصابات بالحمى النزفية، والتي تنتقل من المواشي إلى الإنسان وتشكل خطرا على حياته، وبدأت نسب الإصابات تتراوح بين الزيادة والتراجع أحيانا، وقد بلغت الإصابات نحو 400 إصابة، بينها نحو 40 حالة وفاة، ومن ثم انحسرت بشكل شبه نهائي نهاية العام الماضي، قبل أن تعود للتزايد مجددا العام الحالي.