مخيمات النزوح أكثر أمناً لنازحي سنجار شمالي العراق من بلدتهم: دعوات لإخراج مسلحي "العمال الكردستاني"

06 مايو 2022
نازحون فروا من الاشتباكات نحو مخيم بمحافظة دهوك (الأناضول)
+ الخط -

رفضت معظم العوائل النازحة قبل عدّة أيام من سنجار (115 كيلومتراً غربي نينوى)، شمالي العراق، العودة إلى البلدة، مطالبة بضمانات أمنية حكومية وإخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني".

وتسببت الاشتباكات التي وقعت، الأحد والإثنين الماضيين، بين الجيش العراقي ومجموعة مسلحة تابعة لمليشيات "وحدات حماية سنجار"، المعروفة اختصاراً بـ(اليبشة)، التابعة لحزب "العمال الكردستاني"، وما رافقها من ارتباك أمني، في نزوح نحو 10 آلاف شخص من ضواحي البلدة، أغلبهم اتجهوا نحو محافظة دهوك (شمالي العراق).

رئيس الحكومة المحلية في دهوك علي تتر، أكدّ أنّ "النازحين من ضواحي سنجار اتجهوا نحو مخيمات النزوح، وإلى أماكن أخرى في دهوك، والسكان في المحافظة قاموا باستقبالهم"، وقال، في تصريح صحافي، مساء أمس الخميس، إنه "تم توفير المساعدات للنازحين من قبل المنظمات المحلية والدولية والمؤسسات المعنية في حكومة إقليم كردستان".

ودعا المحافظ، المجاميع المسلحة في سنجار إلى "احترام إرادة شعب سنجار، ومغادرة المنطقة، وإيقاف معاناة نزوح السكان"، مضيفاً أنه "فقط ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دهوك هناك 15 مخيماً للنازحين من سنجار في دهوك".

وطالب "تلك المجاميع المسلحة بإيقاف هذا التغيير الديمغرافي الحاصل في البلدة، وألّا تدعه يصبح أمراً واقعاً مفروضاً على سنجار بمغادرة أهلها الأصليين"، منتقداً "دور الحكومة الاتحادية في التعامل مع موجة النزوح الجديدة من سنجار"، موضحاً أنّها "لغاية الآن لم تقدم أي مساعدات لهم، وأن أداءها دون المستوى المطلوب".

من جهتها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، "وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى سنجار، لفرض هيمنة الدولة والقانون، ومنع أي محاولات من أي جهات تفرض سيطرتها من خارج نطاق الدولة، ولن تسمح بأن يكون هناك تواجد للمجاميع المسلحة".

وقال المتحدث باسم القيادة، اللواء تحسين الخفاجي، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنّ "مجمل الأحداث التي حصلت في سنجار، كانت بسبب غير المنضبطين الذين قاموا بفرض الهيمنة وقطع الطرقات ضد السلطات الأمنية المتواجدة في البلدة، والقيادة تعاملت بمهنية عالية خلال فرض الأمن والقانون وفتح الطرقات".

وأضاف أنّ "رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة أشادا بالعمل الكبير الذي قامت به قيادة عمليات غرب نينوى بفرض الأمن في البلدة".

ولا يزال الوضع الأمني في المناطق التي شهدت اشتباكات غير مستقر، إلا أنّ قوات الجيش، كانت قد دعت الأهالي، يوم أمس الخميس، عبر مكبرات الصوت إلى عدم النزوح من مناطقهم، مؤكدة أنّ الأوضاع "مطمئنة وأن الجيش يمسك بزمام الأمور".

إلا أنّ الأهالي بدوا غير مطمئنين، في وقت رفض النازحون دعوات العودة، مطالبين بضمانات حقيقية، وقال قاسم شنكالي، وهو من أهالي منطقة سنوني التابعة لمدينة سنجار، نزح أخيراً مع عائلته إلى دهوك: "لا نثق بالتطمينات الحكومية. نريد ضمانات حقيقية تضمن عدم عودة العنف والاغتيالات داخل سنجار".

وأكد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة المركزية مسؤولة عن إخراج عناصر العمال الكردستاني من البلدة، فوجودهم يمثل تهديداً خطيراً لنا"، مبيّناً أنّ "مخيمات النزوح أكثر أمناً لنا من مناطق يتواجد فيها عناصر الحزب".

وتسجل بلدة سنجار، بين فترة وأخرى صدامات بين الجيش ومسلحي "العمال الكردستاني"، الذين يرفضون تطبيق اتفاق التطبيع في البلدة، والذي أبرم بين حكومتي بغداد وأربيل.

ويقضي الاتفاق الذي أبرم، في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بتطبيع الأوضاع في سنجار المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، وإخراج الجماعات المسلحة منها، تمهيداً لعودة النازحين، إلا أنّ رفض تلك الجماعات حال دون قدرة حكومة بغداد على تنفيذه.

المساهمون