حذّرت وزارة الصحة العراقية من استغلال أطباء جائحة كورونا، لتحقيق مكاسب خاصة، من خلال فتح عيادات طبية "غير مرخصة" لعلاج المصابين بالفيروس، مؤكدة أنها تلاحق تلك العيادات التي تهدد حياة المواطنين.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه المحافظات العراقية بتسجيل إصابات يومية تراوح بين 4 – 5 آلاف إصابة، فيما تواصل السلطات فرض حظر التجول الجزئي في عموم البلاد، كإجراء وقائي لتحقيق التباعد الاجتماعي.
الوزارة قالت، في بيان لها، اليوم الخميس، إنّ "الأشهر الماضية أفرزت تحدياً خطيراً إضافياً يخص فيروس كورونا، تمثّل بممارسات يقوم بها بعض الأشخاص غير المخولين بعلاج المرض في أماكن غير رسمية، والترويج لممارساتهم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك افتتاح مراكز علاج عشوائية، ونشرهم معلومات مضللة للمواطنين تحثهم على عدم ارتداء الكمامة وعدم تلقي اللقاح".
وأشارت إلى أنّ "من شأن هذا الأمر أن يساعد على استمرار نشر الوباء، وهذا ما يعاقب عليه القانون العراقي"، مؤكدة أنها "تعمل بتنسيق مع السلطات القضائية والأمنية لمتابعة التهديدات التي يشكلها هؤلاء الأشخاص على صحة المجتمع والأفراد، وإصدار أوامر استقدام وإلقاء القبض عليهم، بناءً على شكاوى المواطنين وحسب القانون العراقي النافذ".
ودعت الوزارة جميع المؤسسات الرسمية إلى "التعاون والتنسيق للقضاء على تلك الظاهرة الخطيرة، التي أدت إلى مضاعفات خطيرة على الواقع الصحي للمواطنين بسبب استماع البعض واتباعهم لإجراءات غير علمية في الوقاية والعلاج من الوباء"، مطالبة المواطنين ممن تعرضوا للضرر بـ"تقديم شكواهم إلى المؤسسات القضائية، ووزارة الصحة، لضمان ردع تلك الممارسات واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحقهم".
وأثنت على "جهود نقابة الأطباء في اتخاذها الإجراءات القانونية، للحد من تجاوزات أخلاقيات المهنة وأصولها من الذين عرّضوا حياةَ المواطنين للخطر، وساهموا في نشر ثقافة عدم التزام القانون والتعليمات الصادرة عن الجهات العليا المخولة"، داعية الجهات القضائية والأمنية إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية النقابة وتفعيل قانون حماية الأطباء".
وأقدمت السلطات العراقية، قبل يومين، على اعتقال الدكتور حامد اللامي، وهو جراح عراقي اشتهر بنشر مقاطع فيديو تتعلق بفيروس كورونا، ادعى فيها أن علاج الفيروس بسيط، وأن لديه عقاقير وخلطات متنوعة تمنع الإصابة وتعالج المصابين، وقام بحملة إعلامية ضد ارتداء الكمامات وضد لقاحات الفيروس، واعتبر أنها تسبب ردود فعل مناعية تؤثر في الرئتين.
وراجت فيديوهات الطبيب اللامي بشكل واسع في الأوساط العراقية، وقد قصد عيادته آلاف العراقيين من أغلب المحافظات.
واعتقلت السلطات أشخاصاً يروجون لإمكانية علاج الفيروس بالأعشاب.
عضو نقابة الأطباء العراقية، حسن الجواري، أكد أنه "رُصد انتشار وتزايد بأعداد العيادات الخاصة التي تروّج لعلاج الفيروس، وأن أصحابها من الأطباء، وبعضهم أطباء بيطريون، يروجون لعياداتهم عبر منصات التواصل"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "النقابة تتابع مع وزارة الصحة تلك العيادات، وتعمل على التخلص منها".
وأضاف: "تجري حالياً ملاحقة كل من يحاول الترويج لعلاجات للفيروس، أو التقليل من أهمية التزام الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي"، محذراً المواطنين من "مغبة الانجرار خلف هؤلاء الأشخاص، الذين يشكلون خطراً على حياة المواطن".
يشار إلى أن هناك عدم ثقة من قبل المواطن العراقي تجاه وزارة الصحة وإجراءاتها، وذلك نتيجة للواقع الصحي المتردي في عموم المستشفيات والمراكز الصحية، الأمر الذي دفع المواطنين إلى البحث عن بدائل، واللجوء إلى العيادات الخاصة التي يروج لها أصحابها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.